محطة الbbc اذاعت برنامجا عن الأذان تحدث فيه البعض أنه مصدرللإزعاج ونسبت إلى وزيرة مغربية أنها طالبت بمنع الأذان ولكنها -للحق-أذاعت نفى الوزيرة ذلك بشدة وأنه لايليق بوزيرة فى دولة إسلامية أن تطلب ذلك وتحدثت إعلامية تونسية أن استخدام مكبرات الصوت الفائقة هى مصدر الإزعاج ..وتطرق الموضوع إلى وضع الأذان فى الدول غير المسلمة ...والحق أن هذا الموضوع يلاحظ فيه ما يلى :

أولا:الأذان مظهر من مظاهر الشريعة الإسلامية ليس من حق أحد منعه..وهو مثل الناقوس فى الكنيسة فلم نسمع أحدا ينكره أو يطالب بمنعه علما بأن وزن ناقوس الكنيسة الإنجليزية عشرة أطنان من الحديد على حد قول رئيس محكمة الاستئناف فى بنغازى والذى قال لى :إن دق هذا الناقوس يثير القشعريرة فى الجسد .

ثانيا:إذا كان من حق المسلمين إقامة شعائرهم فى حرية فإن من الواجب عليهم مراعاة شعور الغير وعدم إزعاجهم وهذه كلمة حق لابد أن تقال ولابد أن يعمل المسئولون على إنفاذها فالواقع يسجل ملحوظات غير طبيعية :

1-استخدام مكبرات الصوت الفائقة المتعددة بحيث يكون للمسجد الواحد مكبر فى كل اتجاه مما يحدث إزعاجا شديدا .

2-كثيرا ماتكون المساجد متقاربة ممايعنى حدوث ضجيج لايمكن احتماله وأنا شخصيا أعانى من ذلك حيث أسكن فى مربع توجد فيه ثلاثة مساجد لايبعد أحدها عن الآخر أكثر من ثلاثين مترا.

3-تتفاقم هذه المشكلة فى الفجر حيث تتبارى تلك الأجهزة الآثمة فى إزعاج الناس خاصة الأطفال والمرضى  .

4-فى يوم الجمعة تسمع القرآن الكريم من خلال بعض المكبرات العالية وفى الوقت ذاته تسمع قراءة أخرى من جهاز آخر ومن ناحية أخرى تتداخل أصوات خطباء الجمعة حتى يصعب سماع المصلين صوتا نقيا .

ومرجع هذا كله إلى عدم فقه المسلمين بدينهم فهؤلاء يعتقدون أنهم كلما ارتفعت أصواتهم كلما كانوا محبين للإسلام دعاة إلى الله وهذا وهم لأنك لن تكسب ود من تضايقه وترغمه على سماع شىء لايريد سماعه ثم إن الأذان دعوة حانية إلى الصلاة والفلاح وهذه لايستجيب لها إلا مؤمن بها ولا يحق لك أن تسوق الناس سوقا إلى الله فالله عز وجل نفسه لم يفعل ذلك ...

والخلاصة أنه لابد من مراجعة هذه المسألة المهمة ويمكن حلها ببعض الأمور منها:

1-مراعاة بناء المساجد وفق حاجات السكان الفعلية بدلا من لوثة البناء العشوائى للمساجد وفى كثير من الأحوال احتيالا على القانون حتى يمكن إقامة عمارة بدعوى أن تحتها مسجد.

2-تنظيم إذاعة الأذان فى المساجد المتقاربة بحيث لايؤذن -فى المكبر-إلا مسجد واحد فى الوقت يعنى يؤذن مسجد واحد فى الفجر وآخر فى الظهر وهكذا .

3-يحظر استخدام المكبرات فى إذاعة خطب الجمعة والدروس ويكتفى بالأجهزة الداخلية .

4-تصدر هذه الأمور فى لوائح منظمة ينص فيها على جزاءات مادية ومعنوية للمخالفين .والله ولى التوفيق .

(ملحوظة طريفة:خلال برنامج ال BBCكرربعض المتحدثين نطق كلمة الأذان بمد الألف (الآذان ) وواضح أن الآذان جمع أذن وهذا خطأ شائع للأسف )