هكذا يجب على كل مسلم أن يعلم أن محمدا صلى الله عليه وسلم فى قلب الأمة وكما لايغيب القلب عن الجسد يجب ألا يغيب محمد صلى الله عليه وسلم عن الأمة فى فكرها وسعيها لتحقيق طموحاتها ليكون سعيا إلى الأبقى والأتقى والأرقى والأنقى ...
وكما يموت الجسد إذا تخلى عن القلب تموت الأمة -أفرادا وجماعات -إذا تخلت عن الائتساء بمحمد صلى الله عليه وسلم "لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا" الأحزاب 21
وكما يحرص العاقل على سلامة قلبه ويسارع للتداوى إذا عرضت له علة على المسلم أن يحرص على حب محمد صلى الله عليه وسلم فيكون أحب إليه من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين..لأن هذا الحب العظيم سيقود المسلم إلى حركة عظيمة لصنع حياة عظيمة تجعل هدفها قيادة العالم إلى الحق والخير والجمال وتتخذ من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم الراشدة الراحمة مثلا يحتذى صلوات ربى وسلامه عليه.
وإذا كان المسلمون يحتفون بميلاده صلى الله عليه وسلم فإنى ألفت النظر إلى :
- أنه صلى الله عليه وسلم لاينسى قيد لحظة ولكن لابأس ببعض الذكرى لجلاء صدأ القلوب .
-أن الاحتفاء بهذه المناسبة يجب أن يكون على مستوى صاحبها صلى الله عليه وسلم .
-أنه صلى الله عليه وسلم فى مثل هذا اليوم من العام الهجرى الأول وصل إلى (المدينة المنورة ) بعد رحلة الهجرة التى بدأت فى غرة ربيع الأول حين خروجه -مع صاحبه -من غار (ثور)
- أنه لايصح أن يكون الاحتفاء بتلك المناسبة مثار خلاف بين الدعاة فلكل وجهة معتبرة ولنجتمع على الغاية إذا تفرقت بنا السبل .
- وأعظم أساليب الاحتفاء به صلى الله عليه وسلم أن نعيد تقديم الإسلام إلى العالم وأن نبذل غاية الجهد والتقنية لنقدم الإسلام كما هو دينا قيما نظيفا سهلا ممتعا متسعا للناس جميعا بل لكل الخلق البشر والشجر والحجر والحيوان وأن الأخوة الإنسانية العامة تجمع الناس الذين خلقوا من ذكر وأنثى وجعلهم الخالق شعوبا وقبائل ليسعوا إلى التعارف والتآلف والتكامل .
فاللهم صل وسلم وبارك على الحبيب محمد واجمعنا معه فى مستقر رحمتك .
التعليقات (0)