قالت له :انظرإلىّ.
فألقى نظرة عابرة ثم أطرق .
قالت :حين تنظر إلىّ تنظرإلى نفسك ,بل تنظر فى نفسك .
أنا أعرضك كما أنت .تماما كما ولدتك أمك ,عاريا من الزيف
زيف الثياب المنمقة ,واللغة المشقشقة ,والزينة المعلقة .
أنت أمامى مجردا إلا من الحقيقة الصادقة الصاعقة .
أنت أمام الناس عنوان الصدق ,لكنك أمامى الكذوب .
أنت هناك نعم الفتى الطهور,لكنك هنا بئس الفتى الفجور.
أنت هناك الصورة التى تجهد نفسك فى رسم خطوطها المفتعلة
وأنت هنا الطبيعة السافرة السافلة .
لاتغضب .فأنا كتوم .أتكلم بغير لسان .
لا تخف فلن أفضحك .أنا-فقط- أكشفك أمام نفسك ,وأنت أحيانا
تحب أن تتعرى ,لاتنكر,فأنت الذى تأتى إلىّ ,وأنا حين أقدم لك
هذه الخدمة آمل أن تحدق داخلك وتطيل التحديق ,لعلك تجلد
نفسك ,لعلها تستيقظ ,فتنظر إلى عوارها فتخجل .
لاتغضب .فأنا صدى الصوت الصارخ من بعيد المتوارى فى
زاوية الأهواء والأطماع فى أعماق القاع من نفسك المظلمة,إنه
بصيص من نوريكاد يذوب فى ظلمات بعضها فوق بعض,الحقه
اجر خلفه ,لا تفلته ,حاول أن تمسك به ,هو أملك ,قارب نجاتك
إن كان لك فى النجاء نصيب .
ماهذا ؟ماذا تفعل ؟
تحاول أن تمسح عنى الغبار ؟تلمعنى ؟لتبدو أكثر إقناعا ؟وإشراقا؟
عبثا تحاول .
امسح غبارك أنت ,لمع داخلك ,ارفع قناع الزيف تكن أكثر إقناعا
فالشمس يجب أن تشرق منك لتشرق عليك .
أنت المشكلة ,وأنت الحل ,إذا أردته حقا توجه إلى الله واهتف من
أعماقك من خلال دموعك الصادقة :
يا رب . يا هادى اهدنى .ياقوى قونى وثبتنى .نفسى بيدك .برئت
من كل حول وطول إلى حولك وطولك .
الله .الله يا صاحبى .ما أجمل وأروع منظر هذه اللآلىءالتى تبدو
فى عينيك وتنحدر على وجنتيك .اا
انظر إلىّ الآن ألا ترى شيئا جديدا؟
هاهو الصفاء يشرق فى جبهتك ,مثل الصدق فى لهجتك .
إنى أكاد أحس هذه الرجفة الحانية بين ضلوعك .
أبشر إنه الميلاد الجديد المبارك .
انصرف راشدا وأسبغ الوضوء وتمتع ما شئت بنعمة الحضور
بين يدى الملك القدوس السلام ذى الجلال والإكرام .
التعليقات (0)