مواضيع اليوم

ا لهو ية و الأفكار المستهلكة

 -مارأيك فى هؤلاء الذائبين فى هوى الحضارة الغربية ؟

- إذا كانوا ذائبين فليذهبوا حيث ذابوا .

-ولكنهم يريدون أن يذوب المجتمع معهم فى هذه الحضارة الغريبة عنا .

-ولكن الحضارة الغربية ليست غريبة عنا تماما .

- الحضارة الغربية ليست غريبة عنا ؟ كيف .؟

-قلت :ليست غريبة تماما ...إن بيننا صلة وثيقة ...لأن الحضارات سلسلة متتابعة تدلى كل أمة بحلقة والحضارة الإسلامية كانت الحلقة بين الحضارات القديمة والحضارة الحديثة وما زال عطاء الأمم مستمرا لذا لاسبيل إلى تجاهل حضارات الآخرين .

-ولكن حضارتنا الإسلامية لهاجذور تختلف تماماعن جذور الحضارة الحديثة .

-هذا زعم غير صحيح ..فجذور العطاء الإنسانى تنتمى إلى أصل واحد وهو العطاء الإلاهى فى :الحرية والعدل والخير وإن اختلفت الأمم فى تسمية هذا العطاء ولكن شعوب الأرض لاتختلف فى طلب الحرية والخير والعدل .

-ولكن عطاء الحضارة الغربية ليس دائما العدل والخير والحرية فقد ساقت العالم إلى كوارث عديدة      يكفى منها   حربان عالميتان ...

-هذه ليست جذورا  هذه ممارسات ...والحضارة الغربية ليست بدعا فى ذلك ..فقد حدث مثل هذا فى الحضارة الإسلامية ...

-أختلف معك. فالحضارة الإسلامية منزهة عن العبث .

-ياعزيزى...الحضارة من صنع البشر ولا يوجد بشر منزهون عن العبث لقد حدث العبث على مستوى الحكومات والجماعات والأفراد فقد قامت حكومات عديدة على الغلبة والقهر متجاهلة الشورى وبيعة الأمة وغرقت إلى أذنيها فى ظلم الناس ...وقامت مجموعات دينية حاولت أن تفرض قناعاتها على الناس مثلما فعل (الحنابلة ) فى أواخر العهد العباسى فقد حاولوا فرض تشددهم على غيرهم متجاهلين أصول مذهبهم الذى يعد من أيسر المذاهب الفقهية الإسلامية ولكنهم بتشددهم طبعوا المذهب -ظلما- بطابع التعصب . ولكن كل هذه الأخطاء ممارسات لاتعيب المنهج الأصلى القائم على جذور خالدة .

-معنى هذا أنك تعذر هؤلاء المفتونين بالحضارةالغربية ؟

-لاأعذرهم كما لاأعذر المفتونين بالحضارة الإسلامية .

-سبحان الله .اا ماذا تقول ؟

- أقول ماسمعت ...مادمت مفتونا بأمر ما فستظل متعصبا له مغمض العينين عن مواطن ضعفه وبذلك لن تبذل له النصح أبدا ..بل ستغرق معه -على تطاول العصور- فى نقاط الضعف التى ستكرسها السنون ..والصواب أن تظل مفتوح العين والقلب تنظر بعين بصيرة إلى إيجابيات كل حضارة فتأخذ منها ما يناسبك وإلى سلبياتها فتنفيها من حياتك .على ألا تكون أسيرا للأفكار المستهلكة .

-وما الأفكار المستهلكة ؟

- هى أفكار المقلدين الذين يكتفون بدور المراقب وهؤلاء لافكر لهم فهم مستهلكون غير منتجين وهؤلاء لاأثر لهم فى عطاء أى حضارة ماداموا حريصين على أن يكونوا ظلا لغيرهم ويستوى أن يكون هؤلاء من المفتونين بالحضارة الإسلامية أو بالحضارة الغربية .

-والله إنى لأعجب من تسويتك بين هؤلاء وهؤلاء .

- وأنا أعجب من عجبك ...لقد كان صانعوا الحضارة الإسلامية أصحاب فكر مستقل ينبع من قناعاتهم لذا آمنوا حق الإيمان وأبدعوا أيما إبداع ...ولكن خلف من بعدهم خلف اكتفوا باجترار بعض الأفكار متناسين أنها محل جدل وأنها ربما تبتعد عن الجذور ...وبدلا من فهم هذه الأفكار ونقدها واصلاحها صاروا عبيدا لها وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا .

-والخلاصة ؟

-كما قلت لك ...يجب أن ننظر إلى الحضارات على أنها عطاء إنسانى ممتد عبر الزمان والمكان وأنها -شأن أى عطاء بشرى -فيها ما يناسب ومالا يناسب وهنا يأتى دور العقول البصيرة التى تفهم وتنقد وتصلح وتضيف بعيدا عن الهوى والتعصب.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !