الماكياج الحلال ..
ظاهره جديده من ظواهر "الحلال" أو المُطابق للشريعه الإسلاميه من الأغذيه والمنتجات واللحوم وحتي الأسماك وصلت هذه المره الي مستحضرات التجميل النسائيه حيث إتضح أن منها ما هو ماكياج "حلال" مطابق للشرع ومنها ماهو ماكياج "حرام" أي غير مطابق للشرع ..
وقد لاقت مستحضرات التجميل "الحلال" هذه رواجا شديدا في العديد من الدول الإسلاميه التي بيعت فيها حتي وصلت الي العاصمه البريطانيه لندن لتنتشر بسرعه بين المسلمات هناك ..
وهذه المستحضرات "الحلال" ترتفع أسعارها عن مثيلاتها "الحرام" ولكنها بالرغم من ذلك تلقي رواجا مستنده الي دعم جاده الدين وإن لم تقم أي هيئه محايده أو رقابيه بتحليل هذه الماكياجات للتأكد من أنها فعلا حلال أم أن هذا نوع من أنواع الغش التجاري لإضفاء الشرعيه الدينيه علي منتج بغرض تسويقه ..
ولكن هل الماكياج الخاص بالمرأه أيضا فيه حلال وحرام .. ليس من حيث الكم أو طريقه وضعه ولكن من حيث التركيب أو المواد الداخله فيه بمعني أدق ..؟
من المتعارف عليه أن العطور يدخل في تصنيعها الكحول الأبيض .. وأيضا مستحضرات التجميل بدءا من أحمر الشفاه وحتي الكريمات المرطبه والصابون يدخل في تركيبها مشتقات مثل دهن الخنزير .. وهنا كلمه كحول وكلمه خنزير هما المحك أو السبب في كون العطور ومستحضرات التجميل "حرام" من وجهه نظر مصنعي المستحضرات "الحلال" ..
وهي الزاويه الأكثر ربحيه في صناعات وتجارات وتسويق هذه الأيام فإستغلال العاطفه الدينيه الجياشه في الترويج للسلع التي تنطبق عليها المواصفات والإشتراطات الشرعيه "والتي لا توجد هيئات رقابيه محايده للتأكد مما يدعي هؤلاء به ومن مدي مطابقتها لتلك الإشتراطات الشرعيه" سوي بعض الفتاوي التي تدفع بالناس للإقبال عليها ..
ولكن من الجهه الشرعيه هل فعلا هناك مستحضرات تجميل "ماكياجات" حلال وأخري حرام ..؟
بالنسبه للكحول لكونه مُسكر ويؤدي الي التخمر للأنبذه والخمور ..
آيه تحريم الخمر "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلناسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نفْعِهِمَا" “ البقرة: 219 “ ..
لم تحرم الآيات إضافه الكحول للعطور أوضع العطور التي بها كحول أو "التعطر" بها ولا يوجد من يشرب العطور ويتعاطاها ويدمنها ..
إذا فمن أين جائت الحُرمانيه .. أو بمعني آخر هل إضافه الكحول للعطور يجعلها مُحرمه ..؟
لم تأتي أي فتوي بطول التاريخ وعرضه تحمل هذا المعني .. فمن أين إذا أصبحت حراما ..؟
أما باقي المستحضرات الأخري والتي يدخل في تراكيبها مشتقات من دهن الخنزير فهذا شأن آخر ..
آيه تحريم الخنزير "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ" “ البقره : 173 “ ..
والآيه واضحه لا لبس فيها فقد شملت تحريم ثلاث أشياء متتابعه .. الأول وهو"الميته" علي الإطلاق .. والثاني وهو "الدم" أيضا علي الإطلاق أما الثالث فقد إختص "اللحم" وهو " جزء من كل ولم يأتي مثل ما قبله علي الإطلاق فلم تأتي الآيه "الميته والدم والخنزير" وإنما جائت و"لحم الخنزير" أي تخصيص جزء من كل .. والقاعده الشرعيه هي "الإباحه ما لم يرد نص" وبالتالي فباقي الأجزاء ما عدا اللحم "مباح" ..
ولكون الإنسان لا يأكل العظم والجلد والدهن وإنما إستعملهم في أشياء أخري نافعه ومفيده له منها مستحضرات التجميل وبالتالي فهي ليست مُحرمه .. والله وأعلم
وهنا نتوقف لنسأل أهل الذكر ..
هل فعلا هناك مستحضرات تجميل "حلال" ومستحضرات تجميل أخري "حرام" ..؟
أفتونا بالله عليكم ...
مجدي المصري
التعليقات (0)