ألحـٌق يُقــال

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الحـــــق يقال

أن تجد من يسدي لك خدمه حتى وان كانت من واجباته ومن صميم عمله المكلف به من حكومته او دولته وانت خارج وطنك فسيترك ذلك اثرا كبيرا في نفسك مهما كانت تلك الخدمه حتى لو كانت بسيطه . وقد يعود ذلك وبفضل تقديم تلك الخدمه على من قدمت له تلك الخدمه بالرضا التام لما تقدمه له دولته وهوخارج الوطن ويُشعِرهُ أن دولته تتفانى في خدمته أينما حل مما يعود حتما بالنفع على الوطن والمواطن بالخير انشاء الله .
فكيف اذا كانت تلك الخدمه أنت بأمس ألحاجه لها وأنت خارج الوطن وتجهل الكثير من اجراءات انهائها وطريقة انجازها وعدم وجود الخبره الكافيه بالاماكن التي يجب عليك الاتجاه اليها لانجاز تلك المهمه او الخدمه والتي تتطلب السرعه في الانجاز واكمال كافة الترتيبات اللازمه لرحيلك لوطنك ومن معك خصوصا اذا كان من معك هي جثمان شخص عزيز عليك قد فارق الحياة بعيدا عن وطنه واهله . وما ينتج عنه من حزن شديد لك وعدم وجود من يخفف عنك او يواسيك بتلك النازله التي المت بك . اضافه لما تتركه تلك الوفاة من ضغوط نفسيه رهيبه لرغبتك الشديده في اعادة هذا العزيز الى ارض الوطن لمواراة جثمانه بترابه و بالقرب من ذويه . . مما يصعب عليك التركيز في محاولة انهاء تلك المهمه بالسرعه التي تتطلبها تلك الحاله . للعودة لارض الوطن .
وفجأة وأنت في تلك الحاله ومن دون أي مقدمات وفي خضم هذا المصاب الجلل تجد احد ابناء وطنك المخلصين ممن يعملون بقنصليه وطنك وبتكليف من القنصل امامك ليس لتقديم خدماته الوظيفيه بل ولمساندتك والوقوف معك وشد ازرك والعمل على انهاء الاجراءات اللازمه لاعادة جثمان عزيزك وانت الى المكان الذي تقيم فيه بارض الوطن باسرع مما تتصوره او تمنيته . ودون ان تقوم انت باي عمل او مراجعات لتجد وخلال ساعات قليله جدا انت وعزيزك تركب سياره مجهزه مخصصه لنقل مثل تلك الحالات متجها لارض الوطن وقد انهيت كافة الاجراءات اللازمه . دون ان تتحمل اعباء دفع تكاليف النقل او خلافه . او حتى المراجعات .للجهات المختصه .
قد يقول قائل ان ذلك يحدث من قبل دولة غربيه بحق مواطنيها الذين يتعرضون لمثل تلك المواقف . ولن يحدث مثل ذلك من قبل دولة عربيه بحق مواطنيها .
ولا اخفيكم سراً انه كانت تساورني مثل تلك الافكار قبل ان أكتشف ان تلك الافكار خاطئه وان الحقيقه بعكسها.
واليكم بعض من الحقيقه فمنذ ايام سافر شخص يقيم بأحد المحافظات التابعه لمنطقة تبوك ترافقه زوجته التي ألم بها مرض لدولة الاردن الشقيق / للعاصمه عمان لعرضها على الاطباء هناك ومعالجتها . وما ان وصل الى المستشفى عصرا واثناء تنويمها لاجراء الفحوصات الطبيه اللازمه وبقضاء الله وقدره فارقت الحياة . ورغم ايمانه الشديد بمشيئة الله وحمد وشكر ربه على ما كتب وقدر... الا انه ولجهله الشديد اولا بمسالك الطرق بالعاصمه عمان والجهات التي يتوجب عليه الاتجاه اليها لانهاء اجراءات ترحيل الجثمان والعوده به لارض الوطن وحزنه الشديد على فراق شريكة حياته . والضغوط النفسيه التي يمر بها من كافة النواحي . فضاقت به الارض بما رحبت وظن انها لن تفرج ولن يتمكن من انهاء الاجراءات ولن يجد أي مساعده من قنصلية بلاده للاعتقادات التي ذكرت بعاليه نتج عنها ترسخ افكار خاطئه عند كثير من الشعوب العربيه بأن الدول الاوربيه فقط هي من تخدم مواطنيها في مثل هذه الظروف . .
وبينما كان يجلس بشقته ليلا بانتظار الاقرباء الذين سافروا من محافظته للحاق به ليعملوا على انهاء الاجراءات واذا باتصال من احد موظفي القنصليه بسفارة خادم الحرمين الشريفين بالاردن الذي وبعد ان اطمئن عليه اخبره انه قد كلف من القنصل لتقديم المساعده له وخدمته وانهاء كافة الاجراءات اللا زمه وكل ماطلبه منه هو مقابلته صباحا مع بداية الدوام بباب المستشفى الموجود به جثمان المتوفيه . واحضار المستندات الرسميه التي يحملها . وفي وقت متاخر من الليل وصل اقربائه حيث اتجهوا في الصباح الباكر للمستشفى واذا بالموظف بانتظارهم بباب المستشفى وبعد ان عرفهم بنفسه وماهو بصدد القيام به من اجل خدمتهم شرع فورا بانهاء اجراءات الترحيل من المستشفى واتجه بهم للقنصليه السعوديه واستقبلهم سعادة القنصل الذي اجلسهم بمكتبه وقدم لهم القهوة والشاي بينما يتم انهاء الاجراءات وخلال اقل من ساعه واذا بكل الاجراءات وقد انتهت . وعند مغادرتهم مقر القنصليه فرحين بانتهاء الاجراءات بتلك السرعه ليبحثوا عن وسيلة لنقل الجثمان . واذا بسيارة مخصصه لنقل تلك الحالات تقف بباب القنصليه بانتظارهم لتقوم بعملية نقل الجثمان ليس للحدود السعوديه فقط بل والى البلد التي رغبوا الاتجاه اليها داخل ارض الوطن.. علما ان بعض اقربائهم داخل ارض الوطن قد اتخذوا كافة الترتيبات لاستقبال الجثمان على الحدود لنقله الى مقر اقامتهم.. حيث كانوا يعتقدون انه سيتم نقله من قبل زوجها على سياره مخصصه يتم استئجارها وستكون اخر نقطه تصلها هي الحدود السعوديه الاردنيه . وفورا تم نقل الجثمان وخلال ساعات من بداية الدوام الرسمي بالاردن الشقيق واذا به ومرافقيه يغادرون الاراضي الاردنيه يرافقهم الجثمان محمولا على سياره حديثه مخصصه لنقل مثل تلك الحالات . وقد تحملت قنصلية خادم الحرمين كافة مصاريف النقل .

ونظرا لما لدينا من افكار مسبقه خاطئه عن سؤ ماتقدمه السفارات العربيه كافه ممثلتا بقنصلياتها لمواطنيها اثناء تواجدهم بدول اخرى . فقد ظنوا ان تلك الخدمه قدمت لهم بمحض الصدفه وان الحظ لعب دورا كبيرا في ذلك . الا ان تلك الافكار مالبثت ان تلاشت عند ما اوضح لهم الموظف ان تلك الاجراءات وتلك التسهيلات تقدم لاي مواطن سعودي يتعرض لمثل هذا الموقف وانه لم يقدم لهم شيئا استثنائيا تم خصهم به شخصيا . وان ماقام به ماهو الا انفاذا لامر خادم الحرمين ملك الانسانيه الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي شدد على سرعة تقديم الخدمات اللازمه لاي مواطن سعودي يتعرض لمثل تلك المواقف او اية مواقف اخرى . وما يلقاه ذلك الامر من متابعه وحرص من لدن صاحب السمو الملكي النائب الثاني وزير الداخليه الامير نايف بن عبد العزيز.
ونظرا لما نتج عن ذلك الاجراء من رد فعل ايجابي جدا لدى اهل وذوي المتوفيه واقربائها واهل المحافظه وتغير النظره السلبيه الخاطئه المبنيه على اعتقادات . وحل محلها نظرة ايجابيه مبنيه على حقائق . .
فقد تاكد للجميع ان حكومة خادم الحرمين بهذا الاجراء انما عكست اهتمام الدوله بمواطنيها اينما حلوا وسهلت كافة الخدمات لهم وذللت كافة العقبات بطريقهم . واكدت مدى الاهتمام الذي يلقاه المواطن السعودي اينما حل من حكومته ورغم ان حكومة خادم الحرمين ترى ان ذلك واجب يفرضه عليها ديننا الحنيف بحق مواطنيها .
وما كان ذلك ليتحقق لولا الاختيار الصحيح من قبل الجهات المختصه بالدوله لمن يؤدي تلك الاعمال ويقوم بتلك الخدمات من موظفين بالقنصليه يتقدمهم سعادة القنصل من تأهيل وعلى قدر كبير من الفهم لعظم المسئوليه الملقاة على عاتقهم من قبل ولي الامر . والمتابعه المستمره .
وما لقيه هؤلاء المواطنين واخرين غيرهم من عناية من حكومة خادم الحرمين ملك الانسانيه .. وماقدم لهم من خدمات من موظفين فعلا هم اهل للقيام بتلك الاعمال . كان له كبير الاثر في تخفيف حزنهم على فقيدتهم .
ورسخ مفاهيم جديده مبنيه على حقائق وتجارب واقعيه مروا بها .
فهنيئا للشعب السعودي بحكومته التي تسير وبسرعه على الطريق الصحيح لتوثيق العلاقه بين الدوله والمواطن بافعال يلمسها المواطن بشتى المجالات وليست مجرد اقوال او اعتقادات خاطئه .
وهنيئا لصاحب السمو الملكي النائب الثاني وزير الداخليه الامير نايف بن عبد العزيز . فقد اكتملت كافة عناصر النجاح لتقديم مثل تلك الخدمات وتنفيذ الاوامر .
وهذا دليل اصرار القياده على سلوك ذلك النهج ورغبتها الاكيده بالتكامل التام بين الدوله والمواطن مما يعود حتما بالنفع على الوطن واستقراره وامنه .
خالص الشكر لخادم الحرمين الشريفين ملك الانسانيه الملك عبدالله بن عبد العزيز ال سعود .
وشكرا صاحب السمو الملكي النائب الثاني وزير الداخليه الامير نايف بن عبد العزيز ال سعود...
. لقد اتت سياستكم المبنيه على صدق المشاعر تجاه المواطن اكلها . وبدأنا نجني ثمارها انشاء الله . شكرا لكم لثقتكم الغاليه التي اوليتموها لمن امرتموهم بخدمة المواطن داخل وخارج المملكه...
وخاصة خارج المملكه.. فقد كانوا اهلا لتلك الثقه . فقد كان اختياركم لهم عن نظرة ثاقبه ... ونية صادقه لتقديم افضل الخدمات للموطن اينما حل...
فقدمتوا لنا نعم الشباب يتمتعون بالخبره و مؤهلين للقيام بتلك الخدمات فقد كانوا خير من يسعى لتحقيق اهدافكم النبيله وتنفيذ اوامركم فهنئا لهم بما نالوا من ثقه غاليه . هم اهلا لها انشاء الله . ونقدر لهم تحملهم عناء الغربه عن ارض الوطن والبعد عن الاهل في سبيل خدمة مليكهم ووطنهم وابناء وطنهم ليجدهم المواطن في خدمته فور احتياجه لهم
تلك حقائق لازيف فيها او نفاق . لااهدف من ورائها الا احقاق الحق ومحاولة تعريف من ليس لديه خلفيه عن هذا الموضوع ولديه افكار مبنيه على اعتقادات لاتمت للواقع بصله . ان تلكم هي الحقيقه من حقكم معرفتها . .
وقد سبق ان وعدت من خلال موضوع سابق بعنوان ( لماذا هذا التسابق من قبل المدونين العرب على جلد الذات/هل ننظر للجزء الفارغ من الكأس ) ان اظهر كل مااراه ايجابيا وان انظر للجزء المملؤ من الكاس . وها انا فعلت ..
كذلك احببت تقديم الشكر لحكومة المملكه وعلى راسها خادم الحرمين وسمو النائب الثاني وزير الداخليه عرفانا بالجميل وتهنئتهم بابنائهم الذين كلفوهم بالقيام بتلك الخدمات فقد كانوا عند حسن ظنكم بهم ..
والى الامام ياوطني سر برعاية الله وحفظه . حفظ الله لنا قائد مسيرتنا والسلام ختام . .
والى مواضيع ايجابيه قادمه انشاء الله استقيها من الجزء المملؤ من الكأس لكم تحياتي والى اللقاء .
[سعود عايد الرويلي]