كثيرا ما نسمع بان المرأ’ة في العالم العربي والاسلامي لم تأخذ حقها الطبيعي من حيث المساواة مع الرجل.. وهذا ما يتردد كثيرا من قبل المنظمات النسائيه والانسانيه التي باتت تطالب بحقوق المرأه.. في وقت وصلت فيه المرأه الى مراحل متقدمه في العلم والثقافه والفنون والسياسة والرياضه حيث حصلت على اعلى الشهادات العلميه وشغلت مناصب متقدمه في المجالات السياسيه
وحصدت الكثير من الميداليات الذهبيه في مجال الرياضه والكثير من الجوائز في المجالات الثقافيه والفنيه .. الا ان العرب دائما يتهمون بأنهم لم يعطوا المرأة حقها وانهم ينظرون اليها باستخفاف ودائما يحاولون النيل من قدراتها ومكانتها الحقيقيه في المجتمع.. لكن لو القينا الضوء على جانب من حياة العرب والمسلمين قبل قرون من الان حيث كانت الحياة بدائيه والبيئة صحراويه والناس يعيشون حياة البداوه وتتحكم فيهم التقاليدالقبليه الصعبه بالرغم مما تركه الدين الاسلامي من اثار ايجابيه على سلوكهم وما زرعه فيهم من قيم انسانبه رائعه تدعو الى التسامح والعدل والمساواة ونبذ الفرقه واحترام حقوق المرأه ولو قلبنا صفحات حياة العرب الاجتماعيه في تلك الفتره لرأينا الكثير من العلامات المضيئه والجميله في وقت تشيع فيه الاميه وتتحكم في حياة الناس تقاليد باليه ازال الاسلام الكثير منها.. فلو عرجنا على قصة الحارث بن عوف المري وهو من سادات العرب حين قال لخارجه بن سنان في ابان الحرب بين عبس وذبيان : (اتراني اخطب الى احد فيردني..؟ قال نعم .. اوس بن حارثه بن لام الطائي فقال الحارث لغلامه : هيىء لي مركبا.. ثم ركب هو وغلامه ومعهما خارجه حتى اتيا اوسا فوجداه في داره .. فلما رأى الحارث رحب به وسأله عن مجيئه.. فقال الحارث جئتك خاطبا . فقال اوس لست هناك فانصرف ولم يكلمه ثم دخل اوس على امرأته مغضبا ,..وكانت من عبس فقالت : من رجل وقف عليك فلم تطل ولم تكلمه...؟ قال: ذاك سيد العرب الحارث بن عوف. قالت : فمالك لم تستنزله..؟ قال : انه استحمق.... جاءني خاطبا. قالت : اتريد ان تزوج بناتك ؟ قال : نعم. قالت : فتدارك ما كان منك .. فالحقه وقل له انك لقيتني مغضبا بأمر لم تقدم مني فيه قولا فلم يكن عندي من الجواب الا ما سمعت .. فانصرف ولك عندي ما احببت فأنه سيفعل . ففعل ذلك اوس ورد حارثه فلما وصلوا الى بيت اوس...قال اوس لزوجته ادعي لي فلانه... وكانت الكبرى من بناته فاتته فقال : يا بنيه هذا الحارث بن عوف سيد سادات العرب .. وقد جاء طالبا خاطبا وقد اردت ان ازوجك منه ... فقالت : لا تفعل لاني أمرأة في وجهي ردة .. وفي خلقي بعض العهده ولست بابنة عمه فيرعى رحمي وليس بجارك في البلد فيستحي منك ولا امن ان يرى مني ما يكره فيطلقني فيكون في ذلك ما فيه .. قال: قومي بارك الله فيك .. ثم دعى الوسطى فاجابته بمثل جواب اختها وقالت : اني خرقاء وليس بيدي صناعه ولا امن ان يرى مني ما يكره فيطلقني فيكون على في ذلك ما تعلم.. ثم دعى الثالثه وهي بهيئة صغراهن فلما عرض عليها الامر قالت : انت وذاك فاخبرها باباء اختيها .. قالت : لكني والله الجميلة وجها الصناع يدا.. الرفيعة خلقا .. الحسيبة ابا .. فان طلقني فلا اخلف الله عليه بخير .. فزوجها لحارث وهيئت اليه في بيت ابيها فلما خلا بها واراد ان يمد يده اليها قالت : مه .. اعند ابي واخوتي...؟ هذا والله ما لا يكون . فارتحل بها حتى اذا كان ببعض الطريق واراد قربانها قالت : اكما يفعل بالامه ..؟ الجلبية او السبيه الاخيذه ..؟ لا والله.. حتى تنحر الجزر وتذبح الغنم وتدعو العرب وتعمل ما يعمل لمثلي.. فرحل حتى اذا وصلديار قومه اعد لها مل يعد لمثلها .. فلما اراد قربانها قالت : اتتفرغلنكاح النساء والعرب تقتل بعضها..؟ اخرج الى هؤلاء القوم فاصلح بينهم .. ثمارجع الى اهلك فلن يفوتك .. فخرج الحارث مع خارجه بن سنان فاصلحا بين القوم وحملا الديات وكانت ثلاثة الاف بعير في ثلاث سنين .). هذه الحكايه تدل على مدى وعي وثقافة المرأه في ذلك الزمن رغم محدودية مصادر الثقافة....كما نلاحظ فصاحتها وقدرتها في التعبير عن رأيها امام ولي امرها في مجتمع القبيله ومجتمع الصحراء والبداوه.. وان للمراة دور كبير في حياة العرب.. فا لمرأة ظهير الرجل تساعده في السلم في تدبير امور الحياة الصعبه وتربية الاطفال... وتشد ساعده في الحرب... وان الاب لم يزوج ابنته قبل ان ياخذ رأيها الا اننا اليوم رغم هذا البعد الزماني والثقافي والحضاري نجد ان المراه في بعض المجتمعات تحرم من الكثير من حقوقها مثل التصويت في الانتخابات وحقها في قيادة السياره وفي بعض المجتمعات حتى لم يؤخذ رأيها بالزواج ..في الوقت الذي اصبحت فيه الثقافة متاحة للجميع .
رحم الله اجدادنا العرب الذين اورثونا الكثير من القيم الساميه ولكننا للاسف ضيعنا الكثير منها.. ولو تمسكنا بها وطورناها لكنا الان احسن حالا مما نحن عليه .
التعليقات (0)