دعاء اليوم الخامس والعشرون من رمضان المبارك

اللهم إني أشهد ان لا أله ألا أنت يا واحد
واشهد اللهم أن نبينا محمدا رسولك الكريم
اللهم إني على وعدك وعهدك ما استطعت
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
اللهم ارزقني دوام طاعتك وحسن الختام
وأن تقبضني لرحمتك وأنت راض عني
وان يكون النظر إلى وجهك الكريم سلواي
وان يكون جوارك الكريم والجنة آخر مناي

نبي الله سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلّّم

هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ( الذبيح ) والذي فداه أبوه بماية جمل وينتهي نسبه إلى الذبيح الأول نبي الله سيدنا إسماعيل إبن نبي الله سيدنا إبراهيم الخليل عليهم سلام الله ، وأمه هي آمنة بنت وهب بن عبد مناف وأبوها سيد بني زهرة . تزوج عبد الله بن عبد المطلب وهو إبن ثماني عشر سنة وقيل خمس وعشرون من آمنة بنت وهب وأسكنها في مكة وحملت بسيدنا محمد وبعد حمله بشهرين خرج أبوه للتجارة ومرض في الطريق فعرج على أخواله في يثرب ومات عندهم وبعد تمام مدة الحمل وضعته في ( يوم ألاثنين الثاني عشر من ربيع ألأولى من عام الفيل ) وهي السنة التي حاول فيها أبرهة الحبشي هدم الكعبة المشرفة وبعد خمسون يوما من هذا الحدث ويوافق الثاني والعشرين من نيسان سنة خمسماية وواحد وسبعين ميلادية . وبعد أن أرضعته أمه ألأسبوع ألأول تولته ( ثوبة ) مولاة أبي لهب ـ والذي كان قد أعتقها ـ من لبن إبن لها وقد كانت أرضعت قبله إبن عمه سيدنا حمزة وأبا سلم المخزومي . ومن ثم سلم (لحليمة السعدية ) وعاش في بادية بني سعد لمدة سنتين ثم أعادته حليمة لمكة وطلبت من أمه أن تبقيه حليمة عندها في البادية وأعادته معها فبقي حتى بلغ عمره خمس سنوات ثم أعادته حليمة لأمه في مكة ، وتوفيت أمه وهو إبن ست سنوات فحضنته جارية ابيه ( بركة ) وهي أم أيمن وسلمته لجده ( عبد المطلب ) ليعيش مع إبناءه ثم توفي جده وهو في الثامنة وكان قد اختار لسيدنا محمد عمه أبو طالب ليكفله ويعيش في بيته ولم يكن أبو طالب ذو مال فاشتغل سيدنا محمد بالرعي ، وفي الثانية عشرة من عمره سافر مع عمه أبو طالب للتجارة في الشام وتعرف عليه الراهب ( بحيرة ) من دلالات النبوة فيه ولما تخطى مرحله الصبا ولأمانته صار أهل مكة يضعون أموالهم عنده وأطلقوا عليه لقب ( ألأمين ) وقد شارك في حرب الفجار وعمره أقل من عشرين سنة يوزع النبل على أعمامه وكذلك شارك في حلف الفضول وهو الذي حل الخلاف بين القبائل على وضع الحجر ألأسود في مكانه عند إعادة بناء الكعبة بعد أن جرفها السيل . وتزوج وهو في الخامسة والعشرين بالسيدة ( خديجة بيت خويلد ) وأنجب منها كل أولاده إلا إبراهيم .
لما بلغ سيدنا محمد من العمر اربعين سنة كان قد اعتاد أن يخرج إلى ( غار حراء ) في جبل النور ويقيم فيه شهرا منقطعا عن الناس متعبدا متفكرا ومتأملا وفي ليلة القدر ليلة السابع والعشرين من رمضان نزل على سيدنا محمد الوحي وكان اول ما نزل على سيدنا محمد اول سورة القلم ( اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق ألإنسان من علق إقرأ وربك ألأكرم الذي علم بالقلم علم ألإنسان ما لم يعلم ) فارتاع سيدنا محمد ورجع إلى بيته عند السيدة خديجة وقال زملوني فغطوه حتى ذهب عنه الروع وجاء إبن عم جديجة ( ورقة بن نوفل ) وكان على دين الحنيفية دين سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل وعرف النصرانيه واليهودية فلما سمع من رسول الله قال : ابشر( هذا هو الناموس الذي كان ينزل على موسى ) ثم تتابع الوحي وراح رسول الله ينشر الدعوة ألإسلامية للناس كافة فقد قال ( انا رسول من أدركني حيا ورسول من سيولد بعدي ) فآمنت به سيدتنا خديجة ثم إبن عمه علي وهو إبن عشر سنين ثم سيدنا أبو بكر الصديق وهو أول الرجال إسلاما وهو أول من أظهر إسلامه وراح يجاهر بدعوة الناس إلى ألآسلام فأسلم على يده عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص ،وبعد سيدنا أبو بكر أسلم زيد بن حارثة وكان سيدنا محمد يدعو الناس سرا ولمدة ثلاث سنوات ، ولما تكاثر المسلمون اتخذوا دار ( ألأرقم بن أبي الأرقم ) ليلتقوا سيدنا محمد وتلقي توجيهاته ، ثم نزل الوحي بتكليف سيدنا محمد بالجهر بالدعوة وإعلانها فنزلت ألآية ( وأنذر عشيرتك ألأقربين ) عندها وقف رسول الله على الصفا وقال : يا معشر قريش إني لكم نذير بين يدي عذاب شديد إني لا أملك لكم منفعة إلا أن تقولوا لا إله إلا الله، فقال له ابو لهب تبا لك ألهذا جمعتنا فنزلت سورة ( تبت يدا أبي لهب وتب ) ومع إصرار سيدنا محمد على نشر الدعوة سلكت قريش معه طريق المفاوضات وأرسلوا كبارهم ليفاوضوه ، ولكن رسول الله كان يقنع من يفاوضه بصدق دعوته ، ولكن قريش بقيت على عنادها وراحوا يؤذون الضعاف من المسلمين فأمرهم رسول الله بالهجرة إلى الحبشة فهاجروا هجرتين ولكن قريش لاحقتهم وأرسلوا هدايا للنجاشي كبير الحبشة على أن يرد المسلمين لمكة ويسلمهم لقريش وقال : والله لن أسلمهم أبدا حين سمع فواتح سورة مريم وبكى هو وكل من كان عنده من قساوسة الحبشة وقيل أنه أسلم ، فلما علمت قريش بأمر رفض النجاشي حاصرت آل هاشم والمسلمون في شعب من شعاب مكة وأبرموا عهدا على أن لا يتعامل أحد من بطون قريش معهم لا ببيع ولا شراء ولا نسب وكتبوا صحيفة علقوها بالكعبة ولكن بعد أن استمر الحصار ثلاث سنين نقض بعدها عقلاء من قريش العهد ومزقوا الصحيفة ، ومات على إثرها أبو طالب عم الرسول وحاميه ثم لحقته السيدة خديجة بعد ذلك بشهر ، وشق ذلك على سيدنا رسولنا الكريم فسمى هذا العام ( عام الحزن ) . وكان ذلك قبل الهجرة ليثرب بثلاث سنين .وفي هذه السنة خرج الرسول لمدينة ( الطائف ) يدعوهم للإسلام فلم يجيبوه وآذوه وحرضوا صبيانهم وعبيدهم به فآذوه وشجوه وأسالوا دمه فعاد الى مكة فكانت رحلة وليلة ( ألإسراء والمعراج ) حيث أسري برسول الله ليلا من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد ألأقصى في بيت المقدس وعرج منها إلى السموات العلى وفي ليلة واحدة وصلى هناك بألأنبياء إماما وفرضت الصلاة على المسلمين خمس مرات في اليوم والليلة . بعدها كانت (بيعة العقبة ألأولى ) حيث عرض الرسول الدعوة على حجاج من أهل يثرب في موسم الحج فاقتنعوا بها ورجعوا إلى قومهم وأعلموهم بخبر ألإسلام وببعث سيدنا محمد نبيا فآمن معظم أهل المدينة من أوس وخزرج وفي السنة التالية جاء إثنا عشر رجلا من أهل المدينة ومعهم النساء فبايعوا رسول الله في العقبة قرب منى وكانت بيعة العقبة ألأولى ، وفي السنة التالية حضر من يثرب عدد من الذين آمنوا بالدعوة إلى مكة وكان عددهم سبعون رجل وامرأتان وبايعوا الرسول على الطاعة والنصرة والحماية وسميت هذه ( بيعة ألعقبة الثانية ) وكان ذلك قبل هجرة الرسول بثلاتة أشهر ، بعدها سمح الرسول لأصحابه بالهجرة فهاجر معظم من أسلم من مكة فلما علمت قريش بألأمر اجمعوا أن يقتلوا سيدنا محمد واختاروا رجلا من كل بطن من قريش وذلك ليذهب دمه بين القبائل ، واوحي إلى رسول الله بذلك فلم ينم في مكانه المعتاد وطلب من سيدنا علي أن ينام مكانه وخرج رسول الله من بينهم ولم يروه وهاجر برفقة سيدنا أبا بكر ودخلوا ( غار ثور ) لمدة ثلاث أيام هربا من متابعة قريش لهم ووصلت قريش الغار ولم تراهم ولحقهم سيدنا علي بعد ذلك بثلاث أيام ، ووصل الرسول ورفيقه ابو بكر دار هجرته يوم الجمعة في التاني عشر من ربيع ألأول واستقبلهم أهل يثرب والتي أصبحت منذ ذلك تدعى مدينة الرسول أو ( المدينة المنورة ) وبدأ الرسول بتاسيس دولة ألإسلام في المدينة المنورة فأمر ببناء مركز لنشر الدعوة وتعاليم ألإسلام فبنى ( مسجد قباء ) ثم آخى بين المهاجرين وألأنصار وقبلها كان قد آخى بين المهاجرين في مكة ونظم العلاقات مع من حول المدينة من اليهود والقبائل ، واشتهر امر ألإسلام وبدأت النزاعات فقام سيدنا محمد بإرسال السرايا لفرض هيبة المسلمين وقام بالغزوات لتثبيت أمر ألإسلام بإضعاف الخصوم ووقعت غزوة ( بدر الكبرى ) وانتصر المسلمون وكانت فاتحة خير تلاها الكثير من الغروات مثل غزوة أحد والخندق وخيبر ومؤتة وحنين وتبوك وبينها الكثير من الغزوات والسرايا انعم الله بها على المسلمين بالنصر المبين بطاعتهم لرسوله وأنزل الله الوحي على رسوله بالمدينة فسميت سور القرآن الذي نزلت بالمدينة ( المدنية ) وبعد أن ثبتت جذور ألإسلام , اصبح علما يحسب له الحساب كانت وفاة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ضحى يوم ألإثنين في الثالث عشر من ربيع ألأول في السنة الحادية عشر من الهجرة ويعادل الثامن من حزيران لعام ستماية واثنان وثلاثون ميلادية . وحمل لواء ألإسلام بعده صحبا مخلصين فتحوا البلاد شرقا وغربا واستمر نور الدعوة ولا يزال يضيء الكون حتى يرث الله ألأرض ومن عليها . هذا وقد فرض الصيام على أمة ألإسلام في شهر رمضان يوم ألاثنين في السنة الثانية لهجرة رسولنا الكريم من مكة إلى المدينة .