اللهم أعنا على الصيام وتقبله منا
وسلمنا فيه وسلمه لنا في يسر وعافية
اللهم ادم علينا نعمك وفضلك يا كبير
إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير
اللهم هون كل أمر عسير يا كريم يا رحيم
نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام
ولد سيدنا إبراهيم في العراق وقيل في بابل بالذات ، وقيل في ألأهواز وكان ابوه نجارا يصنع ألأصنام ويبيعها لقومه ليعبدوها . ولم يعجب ذلك سيدنا إبراهيم فبعد أن هداه الله لدين التوحيد بدأ بدعوة أبيه وجادله أن ألأصنام لا تسمع ولا تنفع وأنه جاءه من العلم ما لم يأت أباه ولكن ألأب طرده وهجره فهاجر سيدنا إبراهيم وبصحبته أبن أخيه لوط وزوجته سارة وقد آمنا بدعوته وسكن في بلاد ( اور ) مع الكلدانيين غرب الفرات ثم رحل إلى منطقة قرب دمشق تسمى ( حرّان ) واقام بها مدة وكان أهل حران يعبدون الكواكب وخاصة نجم القطب الشمالي وقد حاورهم وحاجهم لما راى الكوكب فقال هذا ربي فلما افل وغاب استهجن إبراهيم أن الرب يغيب ثم رأى القمر فقال هذا ربي فلما غاب وأفل تحير إبراهيم وقال ( لإن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين) فلما طلع النهار وراى الشمس قال هذا ربي هذا أكبر فلما غابت هداة الله للحق المبين فقال ( يا قوم اني بريء مما تشركون إني وجهت وجهي للذي خلق السموات وألأرض حنيفا وما أنا من المشركين ) وكان لأهل حران عيد يخرجون فيه لظاهر البلد ويتركون أصنامهم فادعى سيدنا إبراهيم المرض فلما ذهبوا دخل إلى حيث أصنامهم وكسرها وعلق الفأس في رقبة كبيرها فلما رجعوا ووجدوا ان اصنامهم قد كسرت قالوا من فعل هذا بآلهتنا وشكوا بسيدنا إبراهيم فسألوه أمام الناس فقال إسألوهم إن كانوا ينطقون فقالوا لقد علمت أن هؤلاء لا ينطقون فقال لهم أتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم ولا يضركم أف لكم ولما تعبدون من دون الله ، فعلموا انه هو الفاعل فأوقدوا له نارا وألقوه فيها فقال الله يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم وأنجاه الله من كيدهم فهاجر إلى ارض فلسطين الكنعانية وأقام في مدينة ( سكيم ) نابلس اليوم ، بعدها رحل إلى مصر مع إبن أخيه لوط وزوجته سارة وكان ذلك في عهد ( الهكسوس ) الرعاة وتعرف إلى فرعون ذلك الزمان وأهدى الفرعون الزوجة ساره جارية هي ( هاجر )ثم رجع بأهله إلى فلسطين وسكن جبال الخليل ولم يكن يؤمن بدعوته يومها إلا زوجته ساره وجاريتها هاجر وابن أخيه لوط وكانت زوجته سارة عاقرا لم تنجب الولد وكان هو قد جاوز الثمانين فوهبت له زوجته سارة جاريتها هاجر لعلهما يرزقان بولد وفعلا بشره الله بإبنه سيدنا إسماعيل فحملت هاجر وولدت الغلام المنشود وكان عمر سيدنا إبراهيم ست وثمانون سنة ، وبدأت الغيرة تدب بسارة من جاريتها وولدها فطلبت من سيدنا إبراهيم أن يبعدهما فسار بهما وبإمر رباني اسكنهما في مكة حيث أول بيت وضع للناس للعبادة وعاد إلى ارض كنعان وسأل الله الذرية الطيبة فبشرته الملائكة بإسحق ومن وراء اسحق يعقوب كإبن لإسحق . وقد كان عمر سيدنا إبراهيم يوم ولد أسحق ماية سنة . ثم رجع إلى مكة حيث ابنه إسماعيل وقد رأى في المنام أنه يذبحه وعرض الأمر على سيدنا إسماعيل فقال يا ابت إفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ، فلما اسلما امرهما لله وتله ليذبحه ناداه الله قد صدقت الرؤيا وفداه الله بذبح عظيم . ثم شرعا معا ببناء الكعبة في المكان الذي اختاره الله في البيت العتيق ، وسأل سيدنا إبراهيم ربه ان يعمر الله هذه ألأرض وأن يبعث فيهم رسولا منهم يقوم بأمور دينهم ويتلوعليهم آياته وقد استجاب الله لسيدنا إبراهيم وبعث سيدنا محمد من ذرية سيدنا إسماعيل , وعاش سيدنا إبراهيم في الخليل في فلسطين وكان من أولي العزم من الرسل ، وبلغ من العمر ماية وخمس وسبعون سنة حيث توفاه ربه ودفن هناك في مغارة ألأنبياء في مدينة خليل الرحمن حيث يقوم مسجد الخليل اليوم . ويلقب سيدنا إبراهيم الخليل بأبي ألأنبياء لأن جميع ألأنبياء الذين بعده قد جاءوا من صلبه . وقد انزل الله عليه الصحف التي ورد ذكرها في أكثر من موقع في القرآن الكريم مثل ألآية ألأخيرة من سورة ألأعلى ( إنَّ هذا لَفي ألصحف ألأولى صحف إبراهيم وموسى ) وفي حديث لرسولنا الكريم أن صحف ابراهيم نزلت عليه في أول ليلة من رمضان وفيها حكم وعبر ومواعظ .
التعليقات (0)