الديمقراطية في العصور الحديثة أستدعت أن يحاول الحاكم كسب رضا المواطنين بوعود إقتصادية وسياسية لأشباع حاجاتهم التي لا حدود لها ليصل ألى الحكم أويضمن أستمرار حكمه , وكثيرا ما يعجز الحاكم عن تنقيذ وعوده فيلجأ الى المبدأ السياسي القديم للحكام الديكتاتوريين وهو أنه كلما كثرت المشاكل السياسية والأقتصادية الداخلية وتعذر حلها لجأ الحاكم ألى ألهاء الشعب بوجود خطر خارجي يهدد البلاد وله أولية الأهتمام من الحكومات والشعوب . وقد أستعملت هذه النظرية السياسية من طرف الأنظمة العربية الدكتاتورية على أوسع نطاق في القضية الفلسطنية . فأهتمام المواطن العربي بالقضية الفلسطنية والخطر الأسرائيلي وضروة القضاء عليه تجعله يسكت عن حرمانه من حرياته وحقوقه وفشل الحكومات في تحقيق أحلامه وتطلعاته لاستعمالها قضية الشعب الفلسطيني كغطاء لأنتهازيتها وعجزها عن تلبية حاجات شعوبها . وفي الفترة الأخيرة ضعف الاهتمام بالقضية الفلسطنية لطول الفترة ولأنقسام الفلسطنيين على أنفسهم وشعرت الحكومات العربية بفشلها بتحقيق وعودها باجبار إسرائيل على الجلاء من الأراضي العربية المحتلة والتوقف عن إلتهام الأرض العربية في الضفة الغربية ولم يعد في مقدورها تقديم وعود جديدة لشعوبها بأجبار إسرائيل حتى على قبول مبدأ الدولتين كحل للصراع العربي الاسرائيلي .وهكا أخذنا نسمع تصريحات الساسة العرب والاعلام العربي المسير والمشتري عن الخطر الأيراني الذري على دول الخليج العربي والدول العربية حتى ولو أدى الأمر إلى التضحية بفلسطين . ولكن هذه المرة لم يتحرك الشعب كما تحرك للقضية الفلسطنية رغم أتهام إيران بدعم حزب الله وحماس والحوثيين في اليمن لأن الخطر الأيراني في نظر المواطن العربي غير منطقي وإيران لن تكون كعراق صدام , لأن إيران تعرف جيدا أن الشعب العربي لم ولن يقبل حكم أو تسلط الأجنبي أوالوجود العسكري الأجنبي على أراضيه حتى ولو كان منقسما على نفسه . والشعب العربي لن يقف مع الأجنبي حتى ضد حكوماته الفاسدة والديكتاتورية ولا يطيق رؤية الجيوش الأجنبية على أراضيه وبحاره وهو شعور موروث طوال القرون . والسبب الثاني في عدم قبول المواطن العربي للسياسة الداعية ضد الخطر الأيراني هو عدم منطقيتها فأيران دولة إسلامية وقوتها من قوة المسلمين ومن بينهم العرب وهي أملهم في لجم قوة إسرائيل بعد فشل وضعف الأنظمة العربية في تحقيق أي تقدم في القضية الفلسطنية منذ 60 عاما . .وسلوك الادارات الأمريكية السابقة والحاضرة والدول الغربية الكبرى اليوم لا يختلف عن هذا المبدأ السياسي القديم , فقد كانت الدول الغربية تستعمل الخطر الشيوعي كوسيلة لكسب الرأي العام في بلادها وبين الدول الخارجة عن النفوذ السوفييتي السابق . ولما سقط النظام الشيوعي ألى غير رجعة وجدوا في الأسلام بديلا خاصة أن عداء الغرب للأسلام ليس جديدا فهو قديم منذ ظهوره .هذا من الناحية العموميات ولكن في أطار هذ ا الخطر العام تلجأ الدول الغربية اليوم وعلى رأسها أمريكا الدولة العطمى وزعيمة العالم الغربي دون منازع ألى خلق أخطار صغيرة تعطيها كل الأهمية لأخفاء تركيزها في سياساتها على الخطر الأكبر في نظرها وهو الأسلام. وكلما تعذر تحقيق الوعود السياسية بأزالة خطر معين سارعت الحكومات الغربية وعلى رأسها أمريكا ألى خلق أخطار جديدة لتخفيف وقع الفشل على الرأي العام الداخلي وعلى العلاقات الدولية بصفة عامة .فقد كان التركيزعلى المشكلة الفلسطنية والخطر العربي على أسرائيل ولما عجزت أمريكا وحلفاؤها على أيجاد حل لهذه المشكلة لجأوا الى خلق خطرأخر في العالم العربي وكان خلق وجود الخطر العراقي والأرهاب ووجود القاعدة في أفغاتستان هو اعلى درجات أستعمال الحكومات لمبدأ الخطر الخارجي على أمنها ورفاهيتها لأشغال شعوبها على عجزها لحل مشاكل بلدانها الداخلية الكثيرة كالبطالة والكوارث الطبيعية وتراجع النمو الأقتصادي . ونلاحظ الأن أنه نظرا للصعوبات التي تلاقيها حرب أحتلال العراق والخسائر الكبيرة التي تتكبدها أمريكا والدول الحليفة في أفغانستان فقد سارعت الى خلق الخطر الأسلامي الجديد وهو الخطرالأيراني الذري مع الأستمرارفي خلق أخطارعربية صغيرة أخرى تتمثل في الخلاف بين سوريا ولبنان والسودان واليمن والقرصنة في الصومال وتاييد وتقوية النعرات والخلافات العنصرية والمذهبية والدينية. والأخطار القادمة التي ستظهر على المسرح العالمي بين الأسلام والغرب كثيرة وعلى رأسها النفط كمصدر للطاقة لفشل كل المحاولات العلمية والثقنية في خلق بديل للنفط كمصدر أساسي للطاقة . وفي النهاية العيب ليس عيب أمريكا والدول الغربية في سياساتها ودبلوماسيتها في كل ما تقدم لأن ذلك شأنها مع شعوبها وأنما العيب فينا لأننا نسير ورائها فرادى وعلى غير علم أو عن قصد ونؤيد سياستها التي نعرف أهدافها مراميها ضد مصالح العرب والمسلمين عامة هروبا من واقعنا السياسي الاليم والمريض وهذا مجال أخر .
التعليقات (0)