لماذا ندون؟؟ عمدت ادارة المدونات في ايلاف مؤخرا الى حجب أو منع عدد من المدونات والتعليقات المخالفة لشروط النشر. وقد أثارت هذه الخطوة ردود فعل متباينة، وان كان أغلب الذين عبروا عن آرائهم في الموضوع يتفقون على أن الاجراء الاداري المذكور كان ضروريا في ظل المخالفات المتكررة من طرف البعض. وقد تحدث عدد من المدونين في مناسبات مختلفة عن ظاهرة التعليقات المسيئة التي أصبحت حرفة يمتهنها عدد من الأشخاص الذين يعيثون فسادا في فضاء المدونات. لذلك كان من اللازم أن تترافق النداءات المتكررة بتخليق فعل التدوين مع تدابير قانونية من هذا القبيل.
قد لا يكون في هذا الكلام جديدا يذكر. لكن اطلاعي على عدد من التعليقات التي تناولت هذا الموضوع جعلني أتوقف عند حقيقة مفادها أن النية المسبقة و الأحكام الجاهزة مازالت تؤطر الى حد بعيد طريقة التعبير عن آرائنا حتى ولو تعلق الأمر بموضوع يفترض فيه نوع من الوضوح، وينتظر أن يكون محور اجماع بيننا. وتحضر هذه القناعات كسيف مسلط على رقابنا، ليتجاوز مستوى الاختلاف في الرأي الى الاتهامات المتبادلة. لذلك لا يتورع الكثيرون عن القول بأن الاجراء المذكور انما يستهدف فئة محددة قد لا تنسجم في توجهاتها الفكرية مع الخط التحريري لايلاف. ولست هنا في موقع الدفاع عن الادارة. لكن مثل هذا الكلام ليس صحيحا. فالمدونة مجال واسع لكل الآراء والأفكار. ونحن نقرأ هنا يوميا مواضيع مختلفة و بكل ألوان الطيف. أما بخصوص هذه التعليقات المسيئة بأسماء مستعارة فهي تستحق منا المقاومة والرفض سواء كانت تتفق مع آرائنا أو تعارضها، فالتعبير عن المواقف والآراء لا ينسجم مع السب والشتم والاساءات الشخصية.
ان السؤال الذي ينبغي أن لا يغيب عن مخيلتنا جميعا هو : لماذا ندون؟. نعم هذا هو السؤال الذي يجب التفكير فيه. وعندما يدرك الجميع أننا هنا في فضاء لا متناهي من الحرية و الحوار الحضاري، سنكون حينها أسرة واحدة. و بين أفراد الأسرة قد يحتدم النقاش و قد تعلو الصيحات، لكن الحب والوئام والاحترام المتبادل أقدار لا مفر منها، وينبغي أن تكون كذلك. والحال أننا بفعل الحماسة الزائدة في الدفاع عن قناعاتنا وآرائنا نتجاوز أحيانا من حيث لا نحتسب حدود اللياقة في الحوار والمناقشة. غير أن ذلك لا يعني القطيعة و العداء. فالاختلاف لا يفسد للود قضية. ونحن لسنا هنا للمواجهة أو الشماتة. لسنا أعداء ولا فرق كلامية. اننا في نهاية الأمر فريق واحد يجمعنا فضاء " مدونات ايلاف ". محمد مغوتي.09/05/2010.
التعليقات (0)