- قوس قزح- لعبة التوريط
أدرك اللعبة جيداً.. وأعلم منذ طفولتي في بيتنا القديم بقرية الضبات ناحية العدين محافظة إب كيف استطاعت والدتي استدراج عشرات الفئران إلى فخاخ الموت ولما يبلغ أحدهم مأربه.
ولأن الحياة مدرسة يمتد منهجها من المهد إلى اللحد أمكنني قياس المتشابهات من العبر والتجارب وبرغم اختلاف الزمان والمكان والفارق بين تجربة وأخرى، إلا أن القاسم المشترك في المصائد يعود إلى تهور النفس الأمارة بالسوء أكان ذلك على المستوى الذي تفكر به ربة بيت كوالدتي للتخلص من الفئران أم على نطاق حزبين شريكين في صراعهما على السلطة.
وأحسب أن ما كانت تبذله ربة بيت من مكر ودهاء ومن تنوع في التكتيك والخطط يقابله احتراس الضحية وإدراكه لكيد النساء يفوق دهاء أحد الشريكين وبلاهة الآخر.
وأعود إلى بيتنا فذات يوم نصب (المحناب) ووضعت قطعة لحم صغيرة لتدل الفأر على حتفه لولا أنه قدم ذيله بدلاً عن رأسه وكانت النتيجة نجاة (الفأر) بأقل الخسائر أقصد تضحيته بجزء من ذيله!.
وقبل شهر تقريباً أخذت زوجي بأحدث تقنية لإبادة الفئران فوضعت مادة لاصقة على مداخل الغرف والثقوب وفي الطرق والمخابئ التي تستخدمها الفئران ما أدى لسقوط ضحية واحدة وعودة البقية لممارسة النشاط السري وصرنا فيما بعد نرى ردودهم الانتقامية على أثاث المنزل دون الاهتداء أو التعرف على أوكارهم..
تلك قصة الفئران.. أما الذي يحدث بين الشريكين فإنه يدور بين قادة (ختم الله على قلوبهم)..
ومع أن أحد الشريكين تجوز عليه صلاة الغائب إلا أن الآخر لا يعدو (المجذوب) الذي لا يتقن من المهارات غير طعن نفسه وما هو بساحر.. مرة يكون مع الدستور وأخرى مع بيان الإرضاء، يأكل بتهور وينسى معاناته من انسداد الأمعاء، ويشطر نفسه بين قاعدة تشكو الحرمان وقيادة تتوجع من الآم التخمة.
أكثر الجراح تهديداً لصحته هي التي نجمت عن أحجار قذفها إلى الهواء ووقعت على هامته..
دهاؤه منحصر على خيانة النفس كما أن قدرته على ممارسة الرغبة أقل من تفوق الآخرين على تسريب الوثائق ونشرها في صحيفة (الصحوة)
وسامح الله حزباً أردنا له الحياة (وأراد لنا الموت)!!
حكمة
ما اختلى شريكان في الحكم إلا كان الشيطان ثالثهما.
الصحيفة: التجمع
العدد:
التاريخ: 13 أبريل 1992م
التعليقات (0)