- قوس قزح-
كامب ديفد
تستحيل الحياة إلى ملصقات..
نعيش خارج الزمن.. يسافر السأم في شراييننا ولا نسافر.. نحترق كالفراشات.. ونتألم إذا موتنا كلف الوطن ثمن الكفن.
أرأيت صاحبي...
كيف الوطن العربي الكبير يتحول إلى سراديب معتمة وكهوف مخيفة وقضبان ضيقة.. قلت له.. عندما يصير الوطن تهمة، تفقد المبادئ قيمتها وتنصهر القيم في بوتقة المساومات الرخيصة.
عندما يصير الوطن قيداً وسياطاً وجلادين تبدو الشمس خجولة كفتاة تفقد عذريتها بشكل غير مشروع.
عندما يختفي الفارق بين الهامة والعرقوب.. تتحول الوطنية إلى جرم في حق الوطن، يغدو الدفاع عن الكرامة عار يوجب غضب القبيلة.
وعندها يحاكم جندي عربي لأنه ثأر للوطن وقتل سبعة من الأعداء.. أرأيتم لو أن كل جندي عربي فعل هكذا أتكون إسرائيل ما نراه..!
قال يحاورني:
رأيت مناضلين يتحولون إلى ضفادع تسبح في الماء الآسن..
أترى حين تصير بعيراً يمتطيك الذين ما قتلوا ذبابة؟
الزنازن في هذا الوطن العربي الكالح أكثر من المعابد والمعاهد..
والجلادون في هذا الوطن العربي المعطاء يفوقون عدة وعتاداً كل العاملين في حقل الفكر والأدب والإبداع.
الشحاذون الصغار يزج بهم في الإصلاحيات، واللصوص الصغار تقطع أيديهم على طريقة الإمام المخلوع.. والنصابون الصغار يطاردون كالقطط.. أما الكبار فشحاذهم محظوظ.. واللص منهم رجل أعمال معتبر ورأسمالي محترم، ونصابهم في منزلة الخديوي إسماعيل.
قلت لصاحبي:
كل الوطن.. ضد الوطن.
وهؤلاء الذين يضربون الأخ القريب بيد من حديد أما كان الأحرى بهم صد هجمة إسرائيلية على جزء من الوطن.
أترى لو سلخوا جلدك ليتكتبوا عليه إتفاقية كامب ديفيد أكنت ترى!
أترى لو بكيت ملء الكأس ثم منحت حرية أن تشرب دمعاتك أكنت ترى!
أترى.. كيف أشياؤنا تشترى.
صاحبي قال لي:
إنني لا أرى.
إنني لا أرى.
إنني لا أرى!!
التعليقات (0)