- قوس قزح- في التعليم
في 84 عندما كان الرئيس علي عبد الله صالح يتعامل مع الشعب كواحد من أبنائه ويحسن الإصغاء للرأي الوطني النزيه ويجعل من ليالي رمضان فرصة للحوار ناشدته بانفعال شديد المبادرة العاجلة إلى توحيد المناهج التعليمية والحفاظ على وحدة الشعب ووضع حد لمأساة الأجيال التي ستجد نفسها ممزقة ذات يوم غير بعيد.
وكنت أتوقع من الرفاق السريين الذين يقبعون جواري في تلك الليلة أن يقولوا شيئاً متشابهاً ولكنهم خذلوني، فيما وقف الأستاذ محمد زاهر ليحرض الرئيس ويعتب عليه موقفه المتسامح حيث أطلقني من السجن، ولو لا الدكتور أبو بكر السقاف ورأيه الشجاع ساعتها لأصابني الكثير من الإحباط.
وككل المرات فإننا نزج بقضايا الوطن الجوهرية ضمن أوراقنا السياسية ونخضعها لمساوماتنا ومصالحنا الآنية على حساب نهضة الوطن.
فتعدد المناهج وتعدد البنى التربوية يوحي بأنه لا وجود للجمهورية اليمنية وأن الوطن موزع إلى سلطنات وإمارات يضم التلفزيون شتاتها ويطرح الواقع حقيقة وجودها الفعلي بصورة مزرية.
إن تأصيل الصراع السياسي على السلطة وتكريسه في أوساط المدارس والمناهج سيورثنا المحنة التي لا تبرأ آثارها، فثمة مدارس أمريكية الصنع والمنحدر، ولدينا معاهد علمية تعلم الأطفال أصول الكاراتيه والحقد، ولدينا مدارس مهمتها تخريج جيل فاشل لا يرى لا يسمع لا يفكر، ولدينا مدرسة الشهيد محمد علي عثمان تقابلها على طرفي نقيض معاهد في صعدة ومعبر تعلم الأطفال طرق التكفير وتسلحهم- بالسيوف الباترة-، ولدينا معاهد محايدة في جبلة وزبيد، ولدينا مناهج –ديالكتيكية – في عدن.
لماذا كل هذا أيها الطيبون ونحن شعب مسلم في وطن تلوح في شفتيه إبتسامة الوحدة وترتفع فوق هامته بيارق الكارثة.
الصحيفة: التجمع
العدد: 81
التاريخ: 3 أغسطس 1992م
التعليقات (0)