مواضيع اليوم

- قوس قزح- بكاء الأرض

أحمد الشرعبي

2010-01-02 09:51:51

0

- قوس قزح- بكاء الأرض

كلنا دون استثناء يقف مع الوحدة مصيراً وهدفاً ونحن مع أي مشروع حضاري يضع إمكانات الوطن العربي أمام مهام أساسية للخروج من نفق الضياع- ويحرر الأمة من أصنامها.
وسنظل نتوق للحظة الخلاص من أزماتنا الفكرية والنفسية والأخلاقية.. عندما نجد واحداً من الشعوب العربية ينتصر لإرادته ويأخذ على كاهله مسؤولية التحرر من أسطورة العسكر، وفتوحات الأجهزة القمعية.
أما الآن فإن التسكع في عتبات أي حاكم عربي، نحمل نبوءاته ونبشر بقيادته ونبرر جنونه ونستعين به على أخينا في الداخل، كل ذلك لا يخرج عن دائرة الارتزاق ولا يزيد عن الإفلاس وتحويل الوطن إلى ورقة للمساومة..
تصوروا كيف يمكن لنا التبشير بعالم جديد تشرق فيه أفكار زعيم عربي معاصر قدم أفكاره إلى اليمنيين عبر مساعدة إنسانية بحتة، تتمثل بمليون لغم فقط ومليون قطعة سلاح ما بين قذيفة بازوكا وطلقة نارية ومسدس صامت؟!.
أي فكر هذا الذي يجعل الأرض بركاناً مستعراً والشعب رماداً تذروه الرياح!!
كل المهازل تهون إلا أن أُصدق نفسي بأن الشعب يوافقني على سلامته القصد وحسن النية حين أخطب باسمه مودة جلاد تفصل بيني وبينه جبال وصحارٍ وبحار ليكون معي ضد مشروع جلاد في الحارة المجاورة للحي الذي أقطنه في بلادي.
وها إنها المشاعر القومية النبيلة تقتل في أعماقنا كلما ادركتنا الحقيقة بمعرفة طبيعة العلاقة بين دعاة القومية هنا وأنبيائها من الزعماء العرب.
إنني أفضل الخروج بعكاز متآكل لمقاومة السلطة في وطني من أن أمد يدي لحاكم عربي يرسل أوامره بالشفرة ويركلني بتحويلاته النقدية كلما هممت التعبير عن رأي غير خاضع للتوجيهات.
إن التضحية في سبيل القومية غير التذرع بالشعارات الوافدة، وما من مرتزق حرر وطنه، وما من عميل مسح دمعة الأرض وهي تبكي.
ما لنا إذاً نحاسب أعوان السلطة في صنعاء ولا تشرغ وجوهنا بقطرة دم من خجل لأعوان سلطات ما وراء المنفى.
إنني اعتبر سلطة صنعاء ظالمة فإذا خرج السفير اليمني بليبيا إلى بنغازي لتبشير الشعب الليبي بجنة الاشتراكي فلن تكون لي من قضية أخرى غير المطالبة بمحاكمة السفير.
أما والأمين الليبي يفتتح مؤتمراً سياسياً بمنطقة عمران ويلقي في الناس خطبته العصماء فتلك فجاجة لا تطاق لأنها تمس السيادة أولاً وقبل كل شيء.
إن السفير الليبي الذي يبسط ظل دولته العظمى في عمران غير قادر على اعتماد عروبتي بدلاً لجواز السفر المعترف بيمنيته في مطار طرابلس.. وكذلك الحال في بقية العواصم العربية التي تتنطع أنظمتها باسم القومية.
الصحيفة: التجمع
العدد:
التاريخ: 24 فبراير 1992م
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات