مواضيع اليوم

- قوس قزح- أجمل من الأصل

أحمد الشرعبي

2010-01-02 09:55:56

0

- قوس قزح- أجمل من الأصل

القيادة السياسية في وطننا مصابة بمرض يسميه أخصائيو علم النفس بـ(عقدة الذنب)، الأمر الذي جعلها تنفق الملايين من الريالات ثمناً لألعابها النارية في الهواء واستضافة عشرات الوفود واستقدام مرافع وطاسات ومزامير وطيران الوطن، بالإضافة لآلاف القناديل الكهربائية التي أقسم بالله وبشرف انتمائي لليمن وحبي للوحدة، أنها لم تشبع جائعاً، ولم تدخل الفرحة في قلب مغترب شريد، ولم تستر عورة فقير بائس.
ولست أبخس الناس أشياءهم فاللوحات الفنية الجميلة التي شاهدناها في الأستاد الرياضي تبهج القلب.. وذلك الإتقان الماهر الذي ازدانت به إحدى اللوحات بصورة العليين صالح والبيض.
ولا أنكر أنهم جميعاً قد تباروا في إظهار حبهم للوحدة وفرحهم بذكراها الأولى، من مجلس الرئاسة إلى رابطة أبناء اليمن، ولكني ظننتهم بلغوا من الوعي ما يجعلهم ينصرفون عن بهارج الأضواء إلى جوهر الوحدة فيعبرون عن حبهم بتقديم هدية متواضعة للشعب في عيد وحدته.. هدية ترتسم على صدورهم مثل زنبقة عذراء.. لكنهم يعجزون دائماً عن تجاوز العقلية القديمة ويعتقدون أن الوحدة يحميها هتاف بحياتهم، وولاء تقدمه المحافظات عبر فرق الرقص الشعبي!
كم كنا ننتظر منهم ترميم المستشفى الجمهوري وإنفاق الملايين من أجل تشغيل هذا الصرح الذي تهزأ منا أحجاره لعجزنا عن تحقيق الهدف من إقامته.. كنا ننتظر منهم توظيف هذه الملايين في بناء مدينة سكنية، توظيفها في رعاية العجزة واليتامى، توظيفها في التخفيف من معاناة البشر- البني آدم.. البني يمن- لكنهم أثبتوا وللمرة الألف قدرتهم على إقناع الشعب برئيس لجنة احتفالات يصلح لشيء اسمه (الفرح)!
وسيثبتون لنا وباستمرار قدرتهم على إنفاق الملايين من الخزينة الجرباء للظهور بصورة أجمل من وجوههم. هم مصابنا الجلل، ومصاب الوحدة الذي لا يتحمل! وسيظل الشعب أغنيتهم والوطن أنشودتهم حتى وإن سمعوا الشعب ينوح.. فجأة صاروا أكثر إيماناً بالوحدة من الشعب وبغتة ستهذبهم العاصفة ويحتاجون لمغفرة الشعب .. وإنهم على موعد معه، موعد مع المحتاج والفقير، الغريب والمغترب، العاجز واليتيم.. ذات يوم قريب !
الصحيفة: التجمع
العدد:
التاريخ: 27 مايو 1992م
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات