مواضيع اليوم

- قوس قزح-ومن شذ فمثواه النار

أحمد الشرعبي

2009-12-31 07:32:05

0

- قوس قزح-
ومن شذ فمثواه النار

بتُ من العجز بحيث لا أستطيع استنفار ذاكرتي واستحضار أسماء الصحف اليمنية التي صدرت منذ إعلان قيام الدولة الواحدة واختفاء براميل (الشريجا) و (كرش) مقابل العشرات من البراميل، والغلاء التي جادت بها علينا أول حكومة وحدوية.
إن هذا التعدد يفرحني جداً لأن مجال الإبداع يتنامى ويزدهر مع تعدد الأصوات والرؤى، ولأن الحدائق الجميلة لا تتسم بالروعة إلا حين نجد فيها كل الزهور وليس مجرد لون من ألوانها.
غير أني تحيط بي خيبة الأمل كلما تأملت ملياً في هذه الصحف شكلاً ومضموناً، هدفاً وهوية.
فإذا ما استثنينا من هذه الصحف صحيفتي (المستقبل) و (الصحوة) لا يكون أمامنا بعد ذلك إلا الاعتراف بوجود صحيفة ثالثة هي كل هذا الكم الهائل من أطنان الورق المستنفد لسد احتياجات الصحف التي لا تحمل من بواعث التعدد غير اختلاف الاسماء والبيارق والشعارات..
ومن بين مزاعمي الأخرى.. أن بعض الصحف الرسمية تكاد وأحس بمرارة أشد كلما وجدت صحيفة في هذه الصحف تنهل من معين (الثورة) أو تستقي السبق من (14 أكتوبر) فهل مرد ذلك إلى غياب الوعي السياسي والثقافة الايدلوجية في بلادنا؟..
وهل يكون في وسعنا اعتبار هذه الصحف مقياساً لوعي الذين تعبر عنهم؟
في الأيام الأخيرة من هذا الاسبوع، كان تقرير المنظمة يشكل موقفاً متقدماً على هذه الصحف الأهلية منها والحزبية فما يطرح في (الوحدة) أو (الجمهورية) من قضايا نقدية تمس أكثر جوانب الحياة حساسية يفوق بكثير ما تتعرض له الصحف المعبرة عن المعارضة السياسية.
حقوق الإنسان عن الانتهاكات السعودية لحقوق المغتربين اليمنيين مجال تسابق وتطابق وتكرار في اهتمام صحفنا الحزبية والرسمية، ولم تطالعنا صحيفة واحدة بأقل تميز لأقل جهد يمكن لصحيفة تقديمه من أجل القراء.
وما من صحيفة قدمت لنا تحقيقاً ميدانياً موثقاً عن الذين طالتهم يد القمع الشقيقة؟..
وفي أحداث الخليج لم نقرأ لصحيفة من هذه الصحف عنواناً يخرج عن دائرة التطابق.. ولا مجرد خبر متميز، ولا حتى وجود تحليلات قائمة على الاستقلالية في استقراء الأحداث.
إن هذه الصحف بقدر ما تعبر عن خيبة الأمل بقدر ما تبشر بالوحدة الشاملة على قاعدة (التناسخ).
وفي كل الأحوال فليس ثمة ما يدعو للتعددية لأن الله مع الجماعة ومن شذ فمثواه النار؟..
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات