مواضيع اليوم

- قوس قزح-مجلس الرئاسة

أحمد الشرعبي

2009-12-31 07:44:24

0

- قوس قزح-
مجلس الرئاسة

لا نريد أن نختلف مع أحد.. لا نريد الشهرة عن طريق الكسب غير المشروع لمزيد من الخصوم..
لا نريد من أحد أن يقتلنا لأننا لم نفكر يوماً بقتل أحد مهما بلغ كرمه في إيذائنا..
لا نريد أن نهشم المرايا التي يستخدمها مجلس الرئاسة تأملاً في وجهه الكريم..
لا نريد الاستيلاء على توابيتهم ولا تعليق أيديهم بباب اليمن.. ولا الغمز بماضيهم المشرق وموروثهم الحبيب.
ليس لدينا رغبة في امتطاء ظهر بعير السلطة ونكره أن نرى دمعة واحدة تذرفها عيوننا على وهج يخبو في وجه الشهيد الحريبي.
(نحن قوم تذيبنا الأعين النجل)
نحب الحياة، نعشق المطر، نغتسل بضوء الفجر.. نحن هؤلاء الذين لا يجدون ضرورة ملحة تدعو السلطة لتهديدهم بالموت.
نحب هؤلاء الذين يطمعون في أن يقوم أحمد قرحش بمساعدتهم في هدم التجمع الوحدوي إن كان القرحش عند مستوى التمثيل السبتمبري فيقدم الوثائق التي التزم بتقديمها لإثبات تصريحاته بتورط التجمع في تعاطي (الرشوة) مجسد بباخرة من الورق المهدى من دولة (كاظمة) أقصد الكويت لقاء مواقفه ضد الغزو الأجنبي للوطن العربي.
لقد كنا وما نزال نأمل من القيادة السياسية المعصوبة العينين خيراً مع عدم تهورنا في التفاؤل، ولا نسياننا لتركيبة هذه القيادة ونفسيتها وطرق تفكيرها ومزاجها المتقلب، المتصلب، المتذبذب.
وسنظل نحتفظ بشيء من تفاؤل.. فلعل الله يهب قيادتنا القدرة على تجاوز الذات ويمنحها الشفاء من مرض الإدمان على الديكتاتورية!!
ومن يدري..؟
فلربما تجيء اللحظة المناسبة للتخلص من معاناتنا الطويلة بحثاً عن حقوقنا المدنية المنتهكة.
إننا ننشد من القيادة إقرار حقنا البسيط في الحرص على ما تبقى من الوطن، والكف عن بلاهة التآمر على الأحزاب الوطنية.. إن أي من أعضاء مجلس للرئاسة قادر على أن يتحول إلى عفريت من الجن والأنس والعسكر يخول لنفسه من الصلاحيات ما يجعله وصياً على الشعب، ملقنـــًا للبرلمان وموجهاً للحكومة، وفي ذات الوقت مصدر قلق دائم للناس ويكاد يكون أشد وطئــًا على القلوب من زلزال ذمار، وسيول حضرموت وقلادة الجوع التي تتدلى على صدر الشعب، إنه أقسى من محنة العدين في هزاتها التي بدأت منذ بضعة أشهر وأخذت تعطي ثمارها من المآسي اعتباراً من يوم الجمعة الماضي..
إن مجلس الرئاسة خطر يتهدد البيئة، ونمو المجتمع وتواصل النسل، وحركة الحياة، وحيوانات البر والبحر ومصائب الدنيا وعذابات الآخرة، إنه مجلس للموت والزلازل وانعدام الوزن وانقراض الغابات وجفاف الينابيع.. والحياة مع مجلس للرئاسة كالذي في بلادنا مستحيلة جداً..
بل إن وجوده مدعاة للترحاب بعزرائيل..
الصحيفة: التجمع
العدد:
التاريخ: 25 نوفمبر 1991م
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات