- قوس قزح-ماذا يكون عليك والزمن يحتضر بين يديك أن تفعل..؟!

- قوس قزح-

ماذا يكون عليك والزمن يحتضر بين يديك أن تفعل..؟!
هل تموت وإياه في لحظة واحدة؟.. لو رحلت قبله فمن أين لك أن تطمئن على عظم جمجمتك من السوس والتسوس..؟!
وإن تدعه وشأنه يمت ((على أي جنب كان في الجبن مصرعه)) فما الضمانات التي تؤكد لك أنه لن يموت شجاعـًا ويخلف لك جبنه ورداءته..؟! الأفضل تظاهرك بالموت على طريقة الثعالب في مواجهة العوادي وراقب زمنك بدقة. ولحظة الخطر يكفيك أن تفر بجلدك متقحمـًا جوف صخرة صماء تحميك من الجدري وتقيك من التشوه وتحس أنها أكثر دفئاً في عاطفتها الطبيعية من الزمن والريح والأصدقاء أيضــًا.
بوسعك أن تضمر الحب وتبدي المودة وتصنع الثقة مثل ماتصنع النساء (التناتن) لكن المقابل غير مضمون لو كنت (بدل فاقد) لصرت ورقة سارية المفعول لكن أن تكون أنت.. أنت ولا سوى..
عبدالله وابن أمته فلست أكثر من ورقة صفراء تسقط من شجرة ذاتها تلتهب من الداخل بينما عودها لا يزال مخضراً.
فكر جيداً.. فكر جيداً.. ثم اتخذ قرارك كيف تحيا ميـتــًا وإلا مت حيــًا..
مشكلتي مثلك أننا نحل ألغازاً معقدة ونفشل أمام أبسط لغز: (حياتي وإياك) فكرت بأن أفرغ العبوة التي في حلق سلاحي الشخصي بصدري وفي البقعة التي أحس فيها بالنبض. وردني عن ذلك أن الناس ستفرغ ألف طلقة من نوع خارق حارق على جسدي لحظة يوارى في الجدث.
طالعت لإحدى الصحف المحلية العزيزة على النفس إعلاناً عن حاجتها لموظفة تجيد الطباعة على الآلة الكاتبة وتعمل لفترتين -الأولى صباحية والأخرى مسائية- مع ملاحظة أن راتب الآنسة المصونة التي تجيد التعامل بطريقة اللمس مع الآلة هذا الراتب سوف يكون مغريــًا.
ومع أن بقية الشروط والمواصفات المفترض توافرها في الموظفة المحروسة قد سقطت بسقوط بعض سطور الإعلان.
مع ذلك فقد كدت انتحب لما أصابني من الألم والمرارة.
فقد ساءني وأبكاني أن تبدأ علاقتها بالقرن العشرين ونبدأ تأثرنا بأنماط السلوك الاجتماعي الأوروبي بعمليات الاستئصال الجراحية للمعوقات التي تحول بيننا وفرص العمل المتاحة.
أنا وأيم الحق، لا أشك ولا أشكك في سلامة القصد من ذلك الإعلان لكن ما أشك فيه تمامــًا، أن التالية أسماؤهم:
قاسم أمين.. أحمد بلي باي.. جمال عبدالناصر.. جميلة بوحيرد.. نزار قباني.. محمد الشرفي وزميلي الماوري والشيباني وكل اللائي واللاتي، الجميع ممن يرفع شعار تحرير المرأة ويطالب بمساواتها بالرجل جميعهم سيدرك من خلال الإعلان السالف الذكر حاجة الرجل من الآن وصاعداً إلى المطالبة بمساواته بالمرأة..