مواضيع اليوم

- قوس قزح-عن الرئيس

أحمد الشرعبي

2009-12-31 07:41:37

0

- قوس قزح-
عن الرئيس

ما أشد وأقسى المصائب التي لحقتني في عهد الرئيس الفريق علي عبد الله صالح، طاردتني أجهزة أمنه أكثر من نورييجا ولسعتني السياط حتى أدمتني وصودرت حرية أصدقائي وتحولت صلتي بهم إلى كوليرا قاتلة.
منحته مهجة القصيدة عاتباً ومتفائلاً ومتمدحاً فرجمتني عيونه بالشك وكبلني أعوانه بالاتهامات.. ومع ذلك لا أنكر عليه فضائل قلما توفرت لسواه..
فلقد أتيح لغيره فرص في الحكم ففتكوا بخصومهم وذبحوا رفاق دربهم وملأوا البلاد جوراً وعاثوا بكل ما هو مقدس ونبيل، أما هو فقد أمسك بخصومه وبنادقهم مشرعة وطلقات مدافعهم مدوية ونظام حكمه على وشك السقوط فأنزلهم السجون وانفردت بهم أجهزة الأمن ونالهم أذى كثير، ولكنه أبقى على حياتهم في حين كان رجال المبادئ الثورية يقتلون بالهوية عشرات ومئات الضحايا من الفقراء.
ولست لأجعل من علي عبدالله رجلاً استثنائيـًا في حاضر الزعامة العربية ولا أنسب إليه المعجزات، ولكني يوم أقارنه بعدد من الحكام العرب أجده أفضلهم تعاملاً وأقلهم إثمـًا وأشدهم تواضعـًا..
فلم ينازع الله في أبديته ويرفع على رؤوسنا شعار (القائد إلى الأبد) ولم يصدر لأشقائه العرب ألغامـًا تحصدهم ولا مؤامرات تنهكهم ولم يمطر المناطق الوسطى بالقنابل أثناء تمردها عليه بالسلاح، ولو كان أحدنا مكانه لأغواه المنافقون والزنادقة وجعلوه يمشي على جثث الناس ويغسل يديه بدمائهم..
قبل وحدة الوطن كنا نعلق آمالنا بآخرين، هتفنا بأسمائهم وجعلنا قلوبنا قناديل فرح بمقدمهم وتدافعنا إليهم على أمل الخلاص من رتابة الحياة وسوء الحال وندرة الرجال، ولم يمض من الوقت إلا أقله وإذا نحن أشبه حالاً بالمغفل الذي أخرج رأسه من النافذة وصادفته ليلة القدر فطلب من الله أن يكبر رأسه فلما وقع في المحنة طلب من الله نقيض دعائه الأول ولما أشكل عليه الأمر عاد ليدعو الله أن يعيد رأسه كما كان عليه، وذلك حالنا الذي نكاد نستقر عليه.. على أن للرئيس علي عبدالله صالح أخطاء كبيرة جداً في صدارتها أنه لا يفرق بين مرتزق يرهن نفسه خارج وطنه ليعارض نظام الحكم بصنعاء وبين خصم شريف يقارع ويقاوم وليس له من مرجعية أخرى غير وطنه وشعبه.
الرئيس يعتقد أن أخلص الناس له هم المحيطون به بينما الحقيقة شيء مختلف تمامـًا عما يتصور، ولو تأمل في تقلبات الدهر لوجد العبرة فيمن سبقوه وسيرى بينهم من كان يأمنه أحد رؤساء اليمن على أحذيته فلما أزيح سيده عن الحكم انقلب ساخطـًا لاعنـًا يكيل الاتهامات والشتائم المقذعة.
ولو أن الرئيس خصص جزءاً من وقته لمعرفة ما يدار ويثار لدى الرأي العام اليمني لعلم أن وجوده على رأس المؤتمر الشعبي يفقده 30% من شعبيته.
ولو أراد الرئيس امتصاص التذمر الشعبي لقام بأربعين زيارة مفاجئة ومباغتة لقسم شرطة الجديري والنيابة المناوبة والسجن المركزي بصنعاء ولمستشفى الجمهورية بعدن وإلى ناحية العدين ووزع البقية على جيوب المحافظين ونقاط التفتيش ورأى كيف يتم التعامل مع هذا الشعب الطيب.
لكنما مشكلتنا مع الرئيس أننا لم نستطع احتراف النفاق لنكون على القرب منه ولا هو استطاع أن يكون قريبـًا من الشعب وتلك معضلة كبرى.
الصحيفة: التجمع
العدد:
التاريخ:
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات