- قوس قزح-
صنعاء وبروفات الفتنة
ليس من حق أحد الاعتراض على نشاط سياسي لأي حزب من الأحزاب التي تتعدد سبل ومجالات التعبير لديها إزاء ما يدور حولها من شئون الدنيا، وشجون الدار الآخرة.. كما أن من حق الأحزاب الحاكمة الظاهرة منها والخفية تنظيم مظاهرات تنديد ضد استمرار الشعب اليمني على قيد الحياة..! من حق هؤلاء المتصالحين تارة والمتناحرين طوراً الاحتفاظ بأسرارهم الخاصة وأن لا يقولوا بصدق ما الذي يتفقون عليه ليلاً ويتنابذون بسببه نهاراً؟ من حق هؤلاء الحكام سواءً ضمهم تجمع الإصلاح أو الحزب الاشتراكي أو المؤتمر الشعبي اتباع ما يرون من سياسات وما يتخذون من مواقف وللمواطن حرية الانسياق معهم أو النفور منهم لكن أحداً من هذه الأحزاب أو جميعها لا يملك أدنى مشروعية لإقلاق الأمن وإذكاء الفتنة..
وتجمع الإصلاح الذي نما وترعرع في كنف المؤتمر، وشب على حسناته، وبلغ أشده إلى جوار فقهاء الدين وحفظة السير ورواة الأحاديث النبوية الشريفة، هذا التجمع كنا نود من أعماقنا الإطلاع على برامجه لا خناجره، كنا نريده داعياً إلى الحق لا موقظاً للفتنة.. كنا نعتقده زخماً هائلاً فإذا بنا نراه زمرة من المشائخ الذين يسوقون مجاميعهم القبلية إلى العاصمة للتدريب على بروفات أولى لنهب صنعاء وإشعال النيران على السطوح والتهافت بـ(نصر الله الإمام)!
للمرة الثانية يزحف الإصلاح إلى صنعاء ومعه سكاكين القبائل ومسدسات طلبة المعاهد وميليشيات ضواحي كابول ومعسكرات بن لادن غير محتشم من عظمة الوحدة وقداسة صنعاء كعاصمة للدولة اليمنية الواحدة..
غير محترم وقار المآذن، وجلال المهللين بـ(لا إله إلا الله). وليس يدري الإصلاح أن ولاء الذين حشدهم من كل مواقع نشاطه أقل بكثير من سكان (عصر) وأقل من الذين احتشدوا طوعيـــًا في مدينة الثورة الرياضية ذات يوم لسماع صوت الفنان علي الأسدي.. ولا يدري الإصلاح أن أغلب الذين سيتضررون من نواياه لنهب صنعاء هم أعضاؤه البارزون..
ومن منطلق الحرص فإن على هؤلاء الحكام الذين تجمعهم سياسة الصمت، والتواطؤ، عليهم أن لا يستهينوا بالشعب فبيوتهم من زجاج؟
الصحيفة: التجمع
العدد:
التاريخ: 20 مايو 1991م
التعليقات (0)