- قوس قزح-
أين المفر؟!
عام كامل من التعب وسماع الخطب..
عام كامل من الفضائح والفظائع والنصب..
عام كامل من نكد الرفاق ومواجع المؤتمر..
عام كامل ومطارق الإصلاح على رؤوسنا..
عام كامل من التطلع والتوجس.. من تصابى الشيوخ ومعقلة الطائشين.
عام كامل من الانفعالات والمصطلحات..
عامل كامل، على تكامل الخبرات الانفصالية، وعلى شروعها المتجدد في تعذيب الشعب ومعاقبته على تمسكه بالوحدة!
فهل آن للمرحلة الانتقالية أن تنتقل إلى رحمة الله أو تحمل عكازها وترحل من حياة الناس؟
هل آن لهؤلاء الذين يجلدنا إعلامهم المبتذل أن يعيشوا يومـــًا واحداً من غير تضليل، أن يفرقوا بين الشعب وبين جماهيرهم المزيفة التي تحشدها أجهزة الاستخبارات خلال الزيارات المكوكية كلما أرادت القيادة استعراض جمهورها الخاص.
عام.. والسلطة منشغلة بالمن على الشعب لأنها تزعم تحقيق الوحدة!
عام.. وكل مسئول يصول ويجول عبر عدسة الكاميرا من أجل أن يلقننا درساً في الوحدة الوطنية..
عام كامل.. والرفيق يناضل من أجل أن يخسر الشعب والحزب ويكسب عاطفة الإخوان المسلمين..
كنت أحتفظ لقادة الوحدة بشيء من المودة وهم يريدون منا أن نتعلم فضيلة الاعتماد على رواتبنا دون أن يقدموا لنا فاتورة مصاريفهم الخاصة ليوم واحد فقط!
إنه الحصار.. الحصار المضروب على الشعب من كل اتجاه.. القيادة من أمامه والجوع من خلفه والأعداء في الطريق..
لم نعد نعرف طريقاً آمناً للفرار من هؤلاء القادة الأفذاذ.. فإذا خرجنا إلى الشوارع وجدنا صورهم مصلوبة على أعمدة الكهرباء، وإذا دخلنا المكاتب وجدنا آثارهم تدل عليهم، وإن أوصدنا منازلنا ألفيناهم يقتحمون خلوتنا عبر التلفزيون.. فأين المفر..؟!
أين المفر من نرجسية محاضر عبقري يفترش شاشة التلفاز، ويرغم الشعب على التتلمذ له ويحاضر ساعة كاملة دون توقف وعلى مدى عام كامل من الاستماع إليه لا يمنحنا شهادة خنوع..؟!
(ومن نكد الدنيا على المرء أن يرى) قادة كهؤلاء..
الصحيفة: التجمع
العدد:
التاريخ: 3 يونيو 1991م
التعليقات (0)