- قوس قزح-
أحمد وشركاه
هذا العمود (قوس قزح) أكثر شقاءً وتعاســةً مني..
فمرة يكون سبباً لطردي من العمل كما حدث في صحيفة 26 سبتمبر، وطوراً إذا به أحد الأسباب لوأد صحيفة كـ(المجالس) إن كنتم ما زلتم تذكرون صحيفة بهذا الاسم، وتارة إذا بالعمود يتحول من (قوس قزح) إلى (أحمد وشركاه)، والفضل في ذلك يرجع للرفاق الأعزاء رئيس ومدير وهيئة تحرير صحيفة التجمع الذين يهذبون ويشذبون ويقومون اعوجاجي بالقلم الأحمر الذي يصلح استخدامه لطلاء الأظافر أكثر من أي شيء آخر.
ولا أنكر نبل دوافعهم فيما يبادرون إليه أثناء قيامهم بترميم وتجميل (القوس) خاصة وهم يعلمون مدى حبي لمرتبي بعد قرار (المحسن) الكبير وزير الحكم المحلي بتسفيري من وزارته وحرماني من الاستحقاقات الماضية على غرار الطريقة التي استخدمها أشقاؤنا في دول الخليج تجاه المغتربين اليمنيين..
لهذا لا أعترض على أي شطب تتعرض له مساهماتي وإنما تسكنني الحيرة في شركاء يغمدون رماحهم في جرابي على حين غفلة مني..
في المرة السابقة تبرع أحدهم بكتابة بضعة سطور في ذيل العمود وأغفل الإشارة لوجوده معي نظراً لأنه يجمع في إيمانه بين الصوفية والتناسخ.. وفي العدد السابق من (التجمع) قرأت في الصحيفة كلامـــًا جميلاً وددت لو أن لي ملكة الكتابة على نحو مشابه له، فكيف يكون الحال وقد نـُسب لي ونـُشر في ذات الحيز الذي يشغله (القوس) بينما هو في الأصل للعزيز أحمد الحسني.. على العموم لست ضد (السرقة) من حيث المبدأ فالناس على دين ملوكهم، فضلاً عن عدم حاجتي لهذا الصنف من السرقات..
إنني أخاف الله وأخشى أن يحشرني يوم القيامة مع سرق الملايين والصوالين والنياشين من قادة ووزراء ويكون موقفي فيهم معيباً وجريرتي السطو على أفكار الزميل الحسني.. في زمن يسرق المرء فيه ولو رغم أنفه؟
ويا أيها الرفاق في صحيفة التجمع، ألا تعلمون أن سرق النهار لم يتركوا شيئاً لسرق الليل؟.
أما أنا فأعلم أن دولاً في هذا العصر قامت مستندة على شراكة اللصوص؟
الصحيفة: التجمع
العدد:
التاريخ: 17 يونيو 1991م
التعليقات (0)