الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.وبعد:
فسنبدأ-ان شاء الله- بسؤال من سأل: هل المتصوفة كفار؟ والجواب:أنه لايجوز تكفير من يشهد ألا اله الا الله وأن محمدا رسول الله الا اذا أنكر أمرا معلوما من الدين بالضرورة .يعنى اذا أنكر ركنا من أركان الاسلام أو الايمان أو أنكر أمرا ثابتا بالنص مثل تحريم الزنا وقطع يد السارق ومثل ذلك من الأمور التى لاخلاف عليها. ونحن نرىعوام المتصوفة لايعرفون من التصوف الا مجرد اسمه وما يقال لهم من أنه جوهر الاسلام ولو سألت أحدهم عن معنى ذلك ما استطاع الاجابة.ومع هذا فهؤلاء العوام يقعون فى مخالفات واضحة: منها:أولا: النظرة الخاطئة الى الأولياء واعتقاد أنهم يضرون وينفعون .وخلاصة القول فى هذه المسألة ما يأتى:
1-أن الأولياء هم المؤمنون الأتقياء قال تعالى :"الا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة" ومن المسلم به أن الايمان والتقوى لايعلمهما الا الله فالولاية سر بين العبد وربه وليس لأحد أن يحكم بولاية أحد الا اذا ورد نص فى القرآن أو السنة على ذلك .مثل الآيات التى تتحدث عن الصحابة رضى الله عنهم وتبشرهم بالجنة مثل الآية رقم (100) فى سورة التوبة ومثل الأحاديث الواردة فى العشرة المبشرين بالجنة.
2-وجوب الاعتقاد بأن هؤلاء الأولياء الذين صدر بحقهم نص صحيح لهم مكانة عظيمة عتد الله بنص الآية:"لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" و"لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة".
3-وجوب الاعتقاد بأن هؤلاء الأولياء-رضى الله عنهم -مختصون بتلك المنزلة لا تتعداهم الى غيرهم فهذه كرامة لهم لاتتجاوزهم الى غيرهم ولا ينتفع بها سواهم .
4-أن الولاية مكتسبة يعنى أنه بامكان كل أحد أن يكون وليا اذاكان مؤمنا تقيا فهى ليست مثل النبوة التى تكون باصطفاء الله -عز وجل -"الله أعلم حيث يجعل رسالته" الأنعام 124.
5-وجوب الايمان بأن الأولياء -رغم مكانتهم عند الله- لايملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ومن باب أولى لايملكون لغيرهم شيئا وقد أمر الله تعالى نبيه -صلى الله وسلم عليه- أن يبلغ الناس ذلك "قل لاأملك لنفسى نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء" الأعراف188 و"قل لا أملك لنفسى ضرا ولا نفعا الا ما شاء الله"يونس49
6-الأولياء محتاجون الى دعاء الأحياء لا العكس فسيد الأولياء -صلى الله عليه وسلم- علمنا أن نصلى عليه ونطلب له من الله الوسيلة والدرجة الرفيعة . فكيف بمن هم دونه؟وفى سورة الحشر :"والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولأخواننا الذين سبقونا بالايمان" والذين سبقوهم المهاجرون والأنصار -رضى الله عنهم.
7-وجوب الاعتقاد بأن الأولياء بعد موتهم انقطعت صلتهم بالأحياء وصارت لهم حياتهم الخاصة عند ربهم وهم ليسوا أفضل من الأنبياء الذين قال أحدهم وهم عيسى -عليه السلام:"وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتنى كنت أنت الرقيب عليهم:المائدة117
.........................وللحديث بقية ان شاء الله تعالى..
التعليقات (0)