مواضيع اليوم

ـ فــيــلــم بــيــاع الــخــواتــم ـ

عوني قاسم

2013-04-04 09:51:14

0

 

     في الليالي الباردة التي مرت علينا ، تحلقنا حول المدفئة وليس أمامنا إلا أن نتابع ما يعرض على شاشة التلفاز والتنقل بين القنوات وفي وقت متأخر من السهرة ركزنا على قناة كان يعرض بها فيلم لبناني قديم مع أن القناة مصرية ، الفلم ليس قديما جدا ، ولكنه يختلف عما يعرض اليوم من أفلام تعافها النفس لما بها من فجاجة وبعد عن الواقع واستهتار بالذوق العام الأسري من مشاهد خلاعة تحشى بين المشاهد حشوا الغرض منها صيد ضعاف النفوس من الشباب والشابات على السواء .

    لقد كان فيلم ( بياع الخواتم ) الذي اعد أصلا كمسرحية غنائية قبل أن يمثل فلما ، لقد شاهدت هذا الفلم سابقا ، ولكني لم أتابعه بالطريقة التي تابعتها به هذه الليلة فكأنما كان يعرض علي لأول مرة لقد كان الفلم جامعا بين الحداثة والفلكلور منحوتا بمشاهده وموسيقاه وأغانيه بقالب يرضي كل ذوق سليم وكان صوت الفنانة العربية اللبنانية ( فيروز ) بصوتها الدافئ المعبر وكذلك صوت عملاق الطرب الشعبي الفنان ( نصري شمس الدين ) وغيرهم من الفنانين والمجموعة الفنية اللبنانية يتحدثون بلهجة لبنانية جبلية محببة للنفس فلو لم يكن بالفلم قصة وكان حديث الممثلين فقط لكان كافيا وشعر المتابع بطرب للإحساس الذي فرضه الفيلم ، ولكن كان بالفلم قصة هزلية هادفة تعرض بعضا جميلا من العادات اللبنانية والتي قد تجدها في كل مجتمع ريفي عربي غير لبنان . رغم غياب هذه العادات الجميلة بتهمة الحداثة والتمدن وتقليد عادات متولدة حديثة هي بمعظمها تقليد عادات مجتمعات غريبة عنا شرقية وغربية .

    لم يكن الفيلم محليا رغم ارتباطه ببيان التراث اللبناني ولكن اعتقد انه كان يمثل تراثا عربيا شاملا ومرتبطا بالتراث العالمي ببعض فصوله بحيث يجسد ويحرك مشاعر أي إنسان ويجبره أن يتابعه ويطرب بسمو مثل هكذا فن أصيل .
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !