الفكرة أن يتم تحقيق الأهداف المرسومة على شكل مراحل، والجميل إننا قطعنا شوطا طويلا في التأسيس لها وتحقيقها، لكن الوقت ليس بصالحنا لتحقيق المزيد من تلك الأهداف، مع ازدياد التذمر الشعبي والعزلة الدولية إزاء مشروعنا.. والقاعدة الجماهيرية التي أعددناها من خلال خططنا السابقة نكاد نفقدها،والسبب سوء إدارتنا للبلد وإخفاقنا في السنوات السابقة، وكانت بحق أسباب تجعل من الشعب يقضي علينا ركلا من فوق جسور بغداد ، مما جر علينا هذا العزوف حتى أنسحب على إتباعنا الذين جادت عليهم أموالنا وجمعتهم موائدنا، ،وكذلك في المحافظات التي يفترض أن لنا فيها سقف الاغلبيه ، لاشك إن الماكنه الاعلاميه المعادية أثبتت فاعليتها ،بتسليط سهامها وزومات كاميراتها على فضائحنا ،ونشر غسيلنا الوسخ على الفضاء أمام منافسينا، والذي يتمنون زوالنا كأية نفاية،مستغلين فسحة الديمقراطية والحرية الزائفة التي صدقوها ونحن لجهلنا روجنا لها مرغمين، لتسلق أهدافنا، ولإتمام مراحل ألخدعه أمام الأمريكان والرأي العام العالمي ، لكننا وقعنا في الفخ الذي نصبناه ..بدأنا للتو في تنفيذ المرحلة الخامسة من منهاج أهدافنا المتفق عليها، ولازالت أمامنا الكثير من المراحل التي للأسف لم تنجز، لنهاية مدة الأربع سنوات مسيرة جهادنا وما قبلها.. القرارالاخير لوزير التربية، كان قد جاء متأخرا في وجوب فصل الإناث عن الذكور في المدارس الابتدائية في عموم المحافظات، وكنا نأمل أن ننتهي من فصل الذكور عن الإناث في الجامعات؛ ووسائط النقل العامة والأسواق، ولكن الزمن المتبقي لم يسعفنا بإصدار هكذا قرارات،كنا نأمل في تطبيق قرار الفصل في المستشفيات بين الذكور والإناث من المرضى والكوادر الطبية لتشملنا الرحمة من هكذا موبقات - تخيل بهذه العقلية قادة العراق الجديد يفكرون - !!.. الطامة الكبرى التي تؤرقنا أنه لازال الكثير من العلمانيين والليبراليين، ممن ابتلينا بهم بين ظهرانينا، يؤلبون الناس علينا ويفضحون خططنا المباركة ،على الرغم من تخويفنا لهم ومحاصرتهم وقتل رموزهم .. لماذا لم ينطل على الناس خيارنا اللحوح في ترسيخ مفهوم إن العلماني والليبرالي بعثي وأن لم ينتم؛ كان الأجدر بنا سن ذلك بقانون وتضمينه في الدستور كماده قانونيه ملزمه منذ البداية لعزلهم وكان ذلك خطأنا الفادح، ولكننا روجنا لذلك في بداية كل صلاة جمعه للتذكير، وما تلهج به ألسن زعمائنا إمام ألعامه ليل نهار بتفسيقهم وعدم أهليتهم ولكن دون جدوى؟ وهاهم أليوم ينافسوننا ويحصدون الأصوات حتى في مناطقنا ألمقدسه، والتي كان الفوز فيها انتخابيا حكرا على مرشحي أحزابنا!!
هل فعلا أن المواطن استفاق من سباته الطائفي!؟.. نعم استفدنا كثيرا من جرائم التهجير ألقسري، وقتول الثأر وعمليات التفجيرات التي تخلف قتلى بالجملة، وكانت تلك العمليات عبارة عن جائزة كبرى مقدمه لنا، لتجيير نتائجها لصالحنا، بتخويف الناخب في مناطقنا من إن هناك من الطرف الآخر من يريد قتلك بالمفخخات أو بتسميم الماء الذي تشربه، وفناء عائلتك وإعادة تسلطه عليك، لذا وجب عليك اختيارنا والتصويت لنا كمنقذين !!.. ما الوسائل التي تعيد لنا مجد انتخابات2005 المباركة، والتي اغدقتنا بالمناصب السيادية والامتيازات والخيرات وأتاحت لنا الانتقام من خصومنا،وكان ذلك بحق فتح لنا ولإتباعنا ، وحينها نلنا الاغلبيه الكاسحة في البرلمان..كيف السبيل لاستعادة ذلك المجد؟..ساءتنا تلك النتائج التي خرجنا بها من انتخابات مجالس المحافظات العام الماضي، والتي منينى فيها بفشل نصفي تقريبا، قلنا حينها لأضير من صعود إخوة لنا كمحافظين ورؤساء مجالس محافظات وأعضاء، وأردفنا يبقى حبل الود معهم موصول؛لأنهم منا همهم همنا ومنهجهم منهجنا، فقبلنا بالنتائج مع تحفظنا على جزئيات تقاسم الموارد معهم ..
ولكن يبقى خوفنا الأكبر يكمن في فشلنا المحتم في انتخابات آذار المقبلة، إذا ما أسعفنا أنفسنا بتنفيذ توصيات الخبراء بالعاجل..وبدون ذلك سنكون على شفى حفره من الهزيمة، وصعود أحزاب وحركات وشخوص علمانيه وليبراليه لانطيق وجودهم في المجالس البعيدة وسماع أصواتهم باعتبارهم ندا لنا، فكيف نقبل بهم حكام علينا إذا ما تم انتخابهم، وكانت لهم الاغلبيه في البرلمان المقبل ،إذ ببرامجهم المغرية وكشفهم لأساليبنا وسرقاتنا في الوزارات التي كانت في عهدتنا، سيكشفون سرنا وسيفضحون مشروعنا السري المبارك قبل إتمامه، وحينها سيسحبون البساط من تحت أقدامنا، ويَحولون بيننا وبين تحقيق أهدافنا والمحافظة على امتيازاتنا ومكاسبنا، وسنقضي ما تبق من أعمارنا في السجون لإدانتنا بجرائم نحن فعلا اقترفناها بحق الشعب والمال العام لسوء إدارتنا، وأن هربنا سنبقى مطاردون بصفة لصوص هاربين تلاحقهم شرطة الانتربول الدولي خارج الحدود ،ولن تقبل لجوءنا سوى إيران في حال بقاء نظامها الحالي هناك دون تسليمنا، والحق رغم إننا قضينا نصف أعمارنا هناك كأبناء برره للجمهورية الاسلاميه، إلا إننا لانستسيغ بعد ألان حياة الذل تحت وصاية نزاد ..
كان ذلك في معرض الجدل المحتدم وتبادل الاتهامات وبحث الأسباب والنتائج السلبيه في تردي شعبية أحزاب الدين السياسي المؤتلفة للانتخابات القادمة، بحضور شخصيات قياديه عالية المستوىمن تلك الاحزاب ،ومنظرين والاستعانة بخبرة ثمانون خبيرا لمساعدة تلك الأحزاب في انتخابات آذار القادم،وكان التركيز ينصب على الوسائل والاجراءآت العاجلة في كيفية منع الخصوم من الترشح للانتخابات المقبلة والحؤول دون وصولهم للسلطة أو البرلمان، وتم البحث أيضا في السبل الكفيلة للخروج من مأزق الفشل الذي سيلاحقها، والذي دار وعلى مدى أسابيع بين قيادات تلك الأحزاب الدينية المؤتلفة لخوض الانتخابات المقبلة مع( ثمانون خبيرا) بشؤون الدعاية الانتخابية والاستشارية، وجلهم من فطاحل صناع الفتن ودهاة في التزوير ومجربين بفنون التدليس ، انتدبهم الائتلاف للخروج من مأزق الفشل الذي سيمنى به في حال بقي الوضع على ماهو عليه، واستنادا الى نتائج استفتاءات سريه حديثه أجريت من قبل مكلفين لحساب تلك الاحزاب في عموم المحافظات الوسطى و الجنوبية، حيث إن نتائجها كانت ليست بصالح تلك الأحزاب ،مما دعي أولئك القادة إلى التفكير جديا بالاستعانة بجهود هؤلاء الخبراء ،وتنفيذ توصياتهم بالحرف ..
وكان من جملة تلك التوصيات ما شهدته الساحة السياسية وما ستشهده لاحقا من استبعاد للعلمانيين والليبراليين بكل وسيله ممكنه من المشاركة في الانتخابات المقبلة، بحجة فوبيا عودة البعث وبعبع المربع الأول.. ونقصد بالعلمانيين والليبراليين،تلك الكيانات الكبيرة المؤهلة والتي لاقت تأييدا واضحا في مناطق الجنوب والوسط في الانتخابات السابقة ، والتي تشكل خطرا على نفوذ تلك الأحزاب الدينية هناك ،وهذا ما يفسر قلق أولئك القادة ومن ورائهم نظام إيران الذي يلقي با ألائمه على غباء أتباعه في عدم تعميم تجربتها ونصائحها( الانتخابية) في العراق، كما سنها النظام هناك بقانون يحضر الترشح في انتخاباتها على الأشخاص الذين لا يؤمنون بولاية الفقيه، وتقتصر المشاركة في الانتخابات على أحزاب دينيه حصرا تمثل واجهة النظام ،وأسند مهمة تطبيق هذا القانون إلى مجلس تشخيص مصلحة النظام للمراقبة، وهو أعلى سلطه تشريعيه تدين بالولاء المطلق للولي الفقيه في إيران، وهذا يتطابق ولو متأخرا مع قرار هيئة المسائلة باستبعاد كيانات سياسيه وأشخاص غير مرغوب في ترشحهم من قبل إيران وأتباعها لعدم مسايرتهم للمشروع( الايرانميكي) ومن لم يشمل بالإبعاد في هذه الدورة من العلمانيين سيأتي عليه الدور لاحقا في المنع للدورات المقبلة ، بذرائع شتى والغاية المستترة إبعاد من هو غير إسلامي عن الحياة السياسية علما إن تلك التوصيات غير دستوريه ولا قانونيه ولاتمت للديمقراطية بأي صله، كما يعترف بذلك الأمريكان أنفسهم ولكنها كما يقولون رغبة سماسرة الدين وتجارالطائفية ، تؤسس لمفهوم صناعة الأعداء وتتخذ من الانتقام شعارا لها، والإقصاء، والعزل، والتهميش لكل من لا يتفق( وثوابت العملية السياسية )في العراق وهي كما يلي :الحكم في العراق ديني طائفي في الوسط والجنوب ولا يخرج عن هذا التصور، وأن اختلفت الوجوه والمسميات - مشروع بايدن - وتقسيماته والتي رُسمت كما يلي: كيانات هشة منعزلة لاتربطها سوى عائدات النفط( الميزانية) وتقسم العراق إلى (شيعهستان،سنستان،كرد ستان) وغير مسموح لأي تشكيل سياسي أو حزبي وطني خارج هذا المثلث، ويجب أن تبقى نفس الزعامات أعلى هرم السلطة، وأن تتابعت الانتخابات، فأنها لأتقدم ولا تؤخر، لحصر أمرالسلطه بتلك الوجوه التي تحظى بالقبول عند طرفي الوصاية أمريكا وإيران ، بغض النظر عن سلبيات فشلها والتداعيات التي ستفاقم الوضع جراء انفرادها بالسلطة وقمع من يخالفها، مما سيعكس مشهد عراقي أكثر دراماتيكية يدفع ثمنه المواطن البسيط دما، ورعبا، وتهجيرا نتيجة تلك التوصيات والاجراءآت الغير مسؤوله، المهم كما يقول السيد بايدن( أن لانعود للمربع الأول) ولننتهي من ملف العراق بأسرع مايمكن وفق هذه الصيغة الفريدة !!
ولنا أن نسأل سيد بايدن بوصفه الحريص والساهر على راحة وحماية السادة إضلاع المربع والمثلث المعلن، ماهي حكاية المربعات تلك التي تناسلت وبتنا لانعرف في أي منها نقبع ؟ وبكم مربع يفترض أن تستمر العملية السياسية؟
وما المقصود بالمربع الأول؟..ذلك الذي تجاوزته العملية السياسية وكثر الحديث عنه إعلاميا من قبل سياسيين مخضرمين ومحللين محترفين وأبواق مأجورة، ووصايا خبراء التدليس..
- هل هو مربع التحاصصات الطائفية والحزبية والعشائرية والعرقية ،هل هو مربع الفساد الإداري والمالي ، أم هو مربع اللصوصية والنهب المنظم للثروات الوطنية والتستر على اللصوص ،أم هو مربع عزل المناطق وتقطيع الجسور والشوارع بالكونكريت أم هو مربع جرائم الاغتيالات التي دائما فاعلها مجهول، هل هو مربع المليشيات المسلحة التي عاثت في الأرض فسادا والتي تحققت كل مطالبيها ومن ثم مكافأتها، وإطلاق سراح قياداتها في زمن مربعها الذهبي ،والتي مازالت تلوح بالكاتيوشه لتمريراجندة منظريها، يؤسفنا سيد بايدن أنهم كذبوا عليك لمصلحة استمرار مربعهم الأول، ذلك الذي لايتمنون انتقالنا إلى سواه حتى ولو بالأحلام، خشية فقدهم امتيازاتهم وسلطة عهدهم الذهبي، وهذه هي الحقيقة إن كنت تعلم أو لاتعلم !!؟
التعليقات (0)