قال :لماذا لايعمل الدعاة الإسلاميون بالسياسة ؟ وقد زالت الحواجز وهم أولى الناس بتطبيق قوانين الإسلام ؟
قلت :من حق كل مصرى أن يشتغل بالسياسة بشرط أن تكون له رؤية سياسية معقولة .
قال :من حق كل إنسان أن يتحدث ويعبر عن رأيه بالطريقة التى يريدها .
قلت :معذرة ياصديقى .من حقه أن يتحدث نعم . أما أن يعبر عن رأيه بالطريقة التى يراها فهذا خطأ لأن طريقة التعبير لابد أن يرضى عنها المجتمع وإلا لكان للإرهابيين أن يعيثوا فى الأرض فسادا .
قال :هل يعنى هذا أن السياسة مقصورة على السياسيين ؟
قلت :الاشتغال بالسياسة يجب أن تقتصر على السياسيين .ولكن السياسيين ليسوا طبقة مغلقة مثل الدعاة والتجار والأطباء ...الخ فهذه الميادين منفتحة على المجتمع فكل من يتقن فنا يحق له أن يكون من
طبقته .وهذا منطقى جدا .لذا وجب على من يريد الاشتغال بالسياسة أن يفهم فى هذا الفن وإلا كان عمله عبثا وعبئا على الحياة السياسية .وقد جربنا نتيجة اشتغال رجال أعمال بالسياسة وهم لايفهمون فيها
فضاعوا وأضاعوا .
قال :والدعاة الإسلاميون ؟
قلت :لقد رأينا كثيرا من هؤلاء الدعاة ينأون عن السياسة ويقفون منها موقف العداء بل سمعناهم يحرمون الخروج على الحاكم حتى لو كفر .ثم فوجئنا بهم هم يركبون الموجة ويحاولون اقتحام السياسة بل
سمعنا بعضهم يقول :ولم لا نحكم لننفذ أحكام الشريعة ؟
قال :تعنى جماعة الإخوان المسلمين ؟
قلت :لا .فإن الإخوان قد تمرسوا بالسياسة وكونوا حزبا معتمدا .ولكنى أعنى (السلفيين ) وأرى أن توجههم السياسى غير سديد .
قال :ولكنك تتناقض مع نفسك فهؤلاء فصيل من فصائل الأمة له ما لها .فلماذا تنكر عليهم حقا لهم ؟
قلت :أنا لا أصادر على حق أحد . ولكنى أقصد أن اشتغال السلفيين فجأة بالسياسة ليس فى صالحهم ولا فى مصلحة البلد .
قال :أنت تقول هذا .وهم لايشاركونك الرأى .
قلت :أنا هنا أسجل رأيى ورؤيتى .واحفظ عنى (إذا اشتغل السلفيون بالسياسة فستهبط أسهمهم كثيرا وإن موقعهم فى نفوس روادهم إنما كان باعتبارهم دعاة متجردين للدعوة ويوم ينزلون إلى ميدان
السياسة سيضطرون إلى تغيير لغة الخطاب وهنا يظهر عوارهم .وهذا ليس فى مصلحتهم .
قال :إذن فأنت ترى أن يظل السلفيون دعاة فقط ؟
قلت :إنهم إذ
التعليقات (0)