صناعة البطل
تفتح التلفاز . فتجد المذيعات و الاتصالات و اللقاءات كلها تتحدث عن ثورة الفيس بوك .
زملائك فى العمل لا حديث لهم سوى ماشاهدوه بالأمس على " اليوتيوب " أو ما قرأوه على الفيس بوك .
هل سيتجاوزك الزمن ؟ و تصير متخلفا عن الركب ؟ و أنت من ينفر منك زملائك بسبب رائحتك الكريهة و أخلاقك السيئة .
أدخل حجرتك ، أغلق الباب خلفك ( ليس هناك ضرورة للمفتاح ) ،
افتح جهاز الكمبيوتر ، أعمل لنفسك " أكونت " على الفيس بوك ،
أختر لنفسك اسما مستعارا – و لا مانع من وضع صورة لشيخ جليل من علماء الأمة – ، يجب أن تراعى أن يكون الاسم ذو مدلول على الشجاعة أو البطولة ، وحبذا أ لا يخلوا من الوطنية ، و ممكن أن تتمسح فى الدين .
الأغبياء الذين وضعوا أسماءهم الحقيقية ، و صورهم الفعلية يكونون عرضة للنقد ، بل و التطاول .
أما انت ، حتى اذا سبك أحدهم فلا أحد يعرفك . و اذا ما شتمت أحدا فلن يطالك، سواء بالأخلاق أو بالعرف أو بالقانون .
اسمك المستعار سيتيح لك أن تتفوه بالألفاظ الخارجة و بدون حياء – تأكد أن الباب مازال مغلقا عليك .
الآن أصبح لك صفحة على الفيس بوك ، علق ، لايك ، و شير ، وبوست
بوسعك أن تشتم و تسب و تفترى و تتجرأ على خلق الله .
و تستعرض شجاعتك – تأكد أن الباب مغلق – ،
قد يؤلمك ظهرك من جراء الجلسة الطويلة أمام جهاز الكومبيوتر .
قم – و طقطق – ظهرك . و مرجح عمودك الفقرى يمنة و يسرة .
أثناء المرجحة سوف تلحظ شخصا فى المرآة الموجودة فى حجرتك .
أستعرض شجاعتك – خلف الباب المغلق باحكام –
و أبصق على من تراه فى المرآ ه .
لا تنزعج ،
فهذا البرص الذى يشبهك و تراه فى المرآ ه ، ليس أنت .
لأن أنت مو أنت و أنت جبان .
eg_eisa@yahoo.com
التعليقات (0)