ملابس الطبقة الراقية تباع بدنانير معدودات في الأسواق الشعبية الجزائرية، إنها ليست سمكة أفريل ونحن في غير ذلك الشهر، ولا تصريح كاذب لمسؤول نافذ وإنما واقع سوق الشيفون في الجزائر، الذي أصبح من خلاله المرء شراء كسوة ملكية بمبلغ لا يتجاوز ورقة الطورو الواحد (الألف دينار)، ويمتلئ صاحب تلك الكسوة بالافتخار بين أقرانه وهو يحاول اقناعهم أن ملابسه تلك لم يشترها من سوق الشيفون وإنما جاءته هدية من صديقته الشقراء التي كان يتحادث معها إليكترونيا في قاعة الانترنيت منذ أيام، وتطورت العلاقة بسرعة إلى أن أرسلت له تلك الملابس الفاخرة عربون محبة في انتظار أن ترسل له هدايا أخرى من بينها شهادة الإقامة التي تمكنه من الحصول على فيزا للسفر إليها، لكن مالك تلك الملابس قد لا يسلم من مرض جلدي لعين أو قد يتصور أن المالك الأول لتلك الملابس الفاخرة أو بعضها كان مصابا بمرض معدي لعين وأن الفيروس المسبب لتلك الأمراض مختبئ بين طيات قميص بوص الذي يرتديه أو بذلة بيار كاردان الملكية التي أشتراها من سوق الشيفون بثمن وجبة غذاء الفقراء، وقد تكون كل ذلك مجرد هواجس مرضية (بفتح الميم والراء)، لكنها تتسلل إلى صاحب بذلة بيار كاردان ذاك، فتنغص عليه حياته ويدخل في حالة وسواس قاتل ويصاب بداء جلدي يذهب بجماله وقد يؤدي به إلى الاكتئاب القاتل، مع أن الفيروس الذي سبّب ذلك المرض لم يكن مختبئا بين طيّات الثياب، لكنه جاء من بين طيات الوساوس. الخير شوار
التعليقات (0)