شكرا لأمريكا ..راعية شؤون المسلمين وحامية العقيدة والدين
لم يعد هناك مجال لنردد مع أتباع تنظيم حزب الله المدوي في ساحات بيروت ( الموت..الموت .. الموت لأمريكا ) بل صار من الواجب أن نهتف في الصبح والمساء وآناء الليل وأطراف النهار ( الشكر .. الشكر .. الشكر لأمريكا ) وهو واجب تفرضه الأعراف والتقاليد وقوانين حقوق الأمم والإنسان ومبادئ المواطنة الصادقة وحسن الجوار كما تفرضه مقررات الحوار بين الأديان .
ينبغي أن نشكر أمريكا ونعترف بفضلها على العرب والمسلمين وحرصها على الدفاع عن الإسلام قصد تحسين أوضاعنا الدينية والدنيوية .. وتقديم كل ما من شأنه أن ينفعنا في دنيانا وآخرتنا .
ومهما حاولنا أن نعد أفضال أمريكا علينا فلن نوفيها حقها . لأنها كثيرة مثل عدد الحصى والشجر والتراب.
أليس أمريكا من دعم الثورات العربية معنويا وإعلاميا ودوليا ؟ ألم تستنكر وزيرة خارجيتها قتل المدنيين ؟ ألم تدافع عن حق التظاهر السلمي؟ ألم تطالب الرئيس مبارك وبعده القذافي بضرورة التنحي العاجل والفوري و اللامشروط والاستماع إلى رأي الشعب الذي تعزه أمريكا وتحبه رغم مشاعر العداء التي تغلي في الشارع العربي .
أليس أمريكا من خلص الحكام العرب في السعودية والخليج من جبروت صدام حسين المتربع فوق ترسانة من الأسلحة النويية والكيميائية والجرثومية والبيولوجية والفيروسية ومختلف أنواع الغازات السامة والخانقة والمهيجة للأعصاب؟ وقد كان صدام ديكتاتورا مستبدا فجاءت أمريكا لتبشر بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية حتى ينعم الشعب العراقي بخيراته.
أليس أمريكا من خلص العالم من شبح شيخ محاصر مطارد اسمه أسامة بن لادن..؟ لقد احتلت أمريكا أفغانستان وقلبتها رأسا على عقب بحثا عن هذا الرجل المهووس بطلب الشهادة ؟
ألم تضح أمريكا بآلاف من مواطنيها في تفجير برجي نيويورك وتنسب ذلك إلى شباب من أتباع بن لادن؟ إنها لم تفعل ذلك إلا لكي تثبت للعالم أجمع شجاعة العرب والمسلمين وأنهم قادرون على تفجير أعصى الحصون ولو في آخر بقعة من العالم .
ولا يمكن لعاقل أن ينسى حرص أمريكا على مشاعر المسلمين الرقيقة فلم تظهر في وسائل الإعلام جثة بن لادن . ولم تسمح للصحافيين ولا للقنوات الفضائية المتأمركة أن تقلق راحة المسلمين الدراويش بنقل عملية مداهمة مقر بن لادن عبر الأقمار ووسائل الرصد المثبتة في كل شبر من العالم الإسلامي .
وما أشد حرص أمريكا على عقيدة المسلمين .. حين ألقت بجثة الشيخ بن لادن في أعماق البحر مخافة أن يتحول قبره إلى مزار أو ضريح يؤم إليه المسلمون من كل فج عميق. إن أمريكا لا تريدنا أن نسقط في البدع بزيارة الأضرحة . والسبب أنها تخاف علينا من الانحراف عن عقيدة التوحيد والسقوط في مزالق الشرك والعياذ بالله.
ولن يهدأ لأمريكا بال حتى ترى راية الديمقراطية والعدل والحرية ترفرف في سماء العالم العربي والإسلامي . ولا زال عندها المزيد ...
فشكرا لأمريكا .. وبعدا لمن يقول بعد اليوم : الموت .. الموت.. الموت لأمريكا.
التعليقات (0)