سيادة الرئيس لا داعي للتعديل .. !!
بقلم : منار مهدي
يقول مقبول أمـين سـر المـجلس الثوري لحركة فتح أن التعديل الوزاري المرتقب هو مطلب وطني وفتحاوي لتفعيل دور الحكومة وتعزيزها بما يخدم متطلّبات الوضع الراهن، وليس لدخول "فتح" الموجودة أصلاً بعشرة وزراء في الحكومة الحالية كما يُشاع, وهذا كلام صحيح لا غبار عليه ولا أحد يختلف مع مقبول على ذلك, ولكن أليس من حقنا أن نفهم من أمين مقبول أكثر وأن يرد علينا بصراحة أكبر حول السر في قصة التعديل الوزاري؟؟ ومن المستفيد من هذا التعديل ما دامت فتح موجودة أصلاً؟؟ وبعيداً عن ما يسمى مطلب وطني وفتحاوي, وما علاقة الوضع الراهن في التعديل الوزاري؟؟ أليس حكومة فياض قائمة بمتطلبات واقع الضفة الغربية الأمني والإقتصادي والمالي والإداري والإعلامي؟؟ وهل أنتم اليوم أنتهيتم من إعادة ترتيب البيت الفتحاوي وأصبح بإمكانكم إعادة تطوير وتعديل حكومة الإنقاذ؟؟ وهل أنتهيتم من توفير المناخات الملائمة ومن أجواء الثقة والإحترام المتبادل الذي يسمح بإجراء حوار وطني شامل تشارك فيه جميع القوى الوطنية والإسلامية والفعاليات الإجتماعية والشعبية؟؟
إذن أعتقد أن على حركة فتح يجب أن لا تفكر في الهروب إلى الأمام خوفاً من مواجهة الوضع الراهن, والذي يتمثل في المأزق الحقيقي للمفاوضات مع إسرائيل وفي ظل إنغلاق الأفق وغياب مرجعية ملزمة لعملية السلام, وفي ظل سن العديد من القرارات والقوانين التصعيدية التي تعكس تنامي النهج المتطرف لدى هذه الحكومة في إسرائيل, ومع أجواء الضعف العربي الرسمي والحزين والغير قادر حتى على تنفيذ التزاماته تجاه السلطة الفلسطينية ومؤسسات أهلنا في القدس والذي يصب في دعم وصمود شعبنا على الأرض.
وفي الصورة أيضا في الوضع الراهن الجديد القديم, الإنقسام الفلسطيني الداخلي والذي مازال قائم رغم أنف شعبنا ورغم كل النداءات والاعتراضات والاحتجاجات من الجميع شعباً وقوى وأحزاب للخروج من هذا الإنقسام ومن النفق المخيف, والعودة لعودة شطري الوطن ولبناء موقف فلسطيني موحد لمواجهة الحكومة العنصرية في إسرائيل. إذن عليكم اليوم أن تقولوا لنا, ما هي خطتكم القادمة للخروج من مأزق المفاوضات والإنقسام ؟؟
ونحن على كل حال نريد أن نعلم منكم, أين نحن وإلي أين نحن .. ؟؟ ولابد هنا أن نشير مرة أخرى إلى أن إسرائيل ورغم تفوقها وقدرتها على التحسين المتزايد, إلا أنها كلما اقتربت من القضايا الأكثر جوهرية باتت أشد عناداً في إصرارها على عدم التسليم للموقف الفلسطيني الشرعي والوطني, وهذا ما يتطلبه الوضع الراهن وبإختصار هو إعادة بناء البيت الفلسطيني.
التعليقات (0)