رحيل طائر الحب

                            رحيل طائر الحب / عزيز داخل 
                           إلى روح أسراء عادل جخيور

هو ذا وجهك بيننا
وجهك الباسم والمثقل بالحكايات
هوذا وجهك وردة في حديقة روحي
فخذي منه الحياة
أسراء مل مني طريق الخور
ولم يسعفني الدعاء والصلوات
سأبالغ في عدم النسيان
واعلق ذاكرتي على جدار الذكريات
كي أراك كل صباح
شمعة البيت ونهر الأمنيات
واكتب قصيدة بلون الكبرياء
وأعلن إن الشعر بعد أسراء مات

قبل ليال دفنت أسراء
وقبل ذلك كانت تصارع الداء
وقبل ذلك كانت في عيوننا
وقبل ذلك كانت تحوم ببطء
وكأنها تعلم بالجفاء
قبل ذلك كانت تمارس طقوسها
مثل كل الفتيات الحالمات
تقطع البيت طولا وعرضا
كالحمامة المذهولة
وكأنها تقول :
سوف يذكرني الجميع
حين أغادر قبل الربيع
قبل ذلك بكثير
كانت تحلق في السماء
تفتش في قلب أبيها عن الماء
لتخفف غول السكري
أبي سوف أموت
ولم أتجاوز العشرين بعد
أبي سوف أموت
ولم ياتها الرد
في آخر أيام الداء
كانت أسراء تودع كل شيء
الأهل والجيران والصديقات
وكان أبوها يبحث عن قنينة دم
وحين دنت ساعة الفراق
وارتفعت أنفاسها إلى السماء
خرجت من عينيها نظرة
وكأنها تقول :
أراحني الله من هذا البلاء
عد ياابي ودعني
فروحي الآن مع الشهداء