كانت ولم زالت مفكرتي تحمل في طيائها الكثير من المشاهد المروعة والمؤلمة سيما في مرحلة الطفولة والتي بقيت عالقة لم تبرح مكانها، وطالما أتذكرها، أشعر بألم كبير وحسرة تملئ صدري الممتلئ بدخان أنواع السكائر الرديئة وغير الرديئة، انها مشاهد الحزن وفقدان الأحبة، انها صور من المعركة، حيث فوهات البنادق ومختلف الأسلحة والموت ينتشر في أرض الحرام وغير الحرام، انها حرب الثمان سنوات، انطوت تلك الصفحة لتبدأ أخرى لا تختلف عن سابقتها فالموت واحد انها أشد عنف وأكثر رعب وأقرب للمشاهدة بأم أعيننا، انها حرب الخليج كما يسمونها وما تلاها من أحداث، لقد انطوت هاتان الصفحتان من عمر البراءة دون أن أنعم وأقراني بما نستحقه في ذلك المفصل الزمني من استحقاقات من شأنها أن تلقي بظلالها الإيجابية على أديم موطني عند اشتداد عودنا ,انطوت دون أن يندمل جرح الطفولة النازف والممتد في عمق السنين إلى يومنا هذا، ولكم تمنيت أن لا تتكرر هذه المأساة مع الأجيال القادمة وأن ينشأ أطفالنا بعيداً عن العنف والأسلحة وبزات العسكر، ولكن يبدو ان هذا هو قدر الطفل العراقي أن يترعرع ويشتد بأسه مع مختلف الأسلحة الخفيفة والثقيلة ـ الحقيقة وغير الحقيقة ـ قبل أيام عرضت احدى القنوات الفضائية تقريراً حول (اسلحة الأطفال) ومدى تأثيرها وانعكاسها على سلوكيات الطفل، اذ تناول التقرير الموسع كيفية استيراد تلك الألعاب من دول الجوار وغيرها مع الإشارة إلى المنافذ المشرعة الأبواب دون رقيب أو محاسب، بعد ذلك انتقل إلى دور تلك الألعاب في تنمية السلوك العنفي لدى الطفل العراقي من خلال آراء طرحها عدداً من الباحثين في علم الاجتماع، اذ تاسف أحدهم بشدة وتسألت لماذا نعلم صغارنا وفلذات أكبادنا على العنف منذ الآن؟ أما يكفي ما حل بنا من دمار وتفكك بسبب ويلات الحروب؟ أما يكفي السيارات المفخخة واطلاق العيارات النارية في الشوارع سواء كان ذلك بسبب أو بغير سبب؟ ثم قال آخر أن السبب الأكثر تأثير في اقدام الأطفال على شراء هذه الألعاب هو المسلسلات التي تدعو للعنف والقتل سيما المدبلجة منها، بعد هذا وذاك انتقل التقرير ليعرض حالات موسفة تعرض لها بعض الأطفال بسب هذه الألعاب فعرض طفل فقئت عينه نتيجة لعبه مع الأطفال بهذه الأسلحة التقليدية وقال: ان أخي لم يقصد أن يسدد المسدس نحو عيني ولكن حدث ما حدث، بعد كل هذا كشف التقرير عن كتاب رسمي صادر عن الأمانة العامة لمجلس الوزراء موجه.....
ولمتابعة الموضوع أنقر على الرابط التالي :
التعليقات (0)