مواضيع اليوم

حكاية فرعون

"ونادى فرعون فى قومه قال ياقوم أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى أفلا تبصرون أم أنا خير من هذا الذى

هو مهين ولايكاد يبين فلولا ألقى عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين" الزخرف 51-53

هكذا كان منطق فرعون موسى فهو يرى نفسه عظيما أعظم من موسى ومقياس العظمة عنده ملكه العظيم وثراؤه العميم وهو يعد مصر عزبة خاصة له "أليس لى

ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى" ويرى خصمه موسى رجلا مهينا معيبا فقيرا ويرى تفوقه وامتيازه واضحا "أفلا تبصرون" ؟

طبعا هذا منطق فرعون وله أن يرى فى نفسه مايشاء فهذا شأن الطغاة دائما فهم عشاق المرايا لايملون من التحديق فى ذواتهم والافتتان بها وهم لايلقون بالا إلى

آراء الآخرين فيهم فهم فوق الآراء ....

ولكن الأمر لاينتهى عند أنانية فرعون المفرطة فقد كان موقف شعبه منه يستدعى العجب فالشعب يرى بعينيه ميدان المعركة مع موسى عليه السلام وأنه لايريد سوى

الخلاص بقومه "أن أرسل معنا بنى إسرائيل"الشعراء 17 ولكن فرعون يتقول بالباطل على موسى ويحاول إثارة الرأى العام عليه بدعوى أنه يريد إخراج المصريين

من أرضهم "إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم "الشعراء 34-35 ويدعى فرعون الديمقراطية وركونه إلى رأى الشعب "فماذا تأمرون"؟ 35

وللأسف وقعت الجماهير فى حبائل فرعون  فأوصى أهل الرأى بأن يجمع السحرة من أرجاء مصر ليهزموا سحر موسى "قالوا أرجه وأخاه وابعث فى المدائن

حاشرين يأتوك بكل سحار عليم"الشعراء 36-37

وهكذا مضت الأمور إلى غايتها وكان التحدى وانتكس فرعون وجن جنونه وأعدم سحرته بعد أن انحازوا إلى الحق  وكان جديرا بالشعب الذى تابع المشهد كله أن

يكون له موقف  ولكن ذلك لم يحدث بل إن الجنود -وهم جزء من الشعب -انحازوا إلى الطاغية وكانوا أداته فى البطش بالمستضعفين "فاستخف قومه فأطاعوه إنهم

كانوا قوما فاسقين"الزخرف 54  نعم أطاعوه باختيارهم "وجاوزنا ببنى إسرايل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا"يونس 90 فعطف قوم فرعون على فرعون

بالواو يشير إلى مشاركتهم الطوعية ولكنهم انساقوا وراءه دون وعى فسحبهم كالأنعام"فأتبعهم فرعون بجنوده"طه 78

وكانت النهاية المحتومة المفجعة "فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين"الزخرف 55-56

وهكذا أسدل الستار على صفحة من صفحات التاريخ تصرخ فى وجه الشعوب : لاتلقوا بأيديكم إلى حكامكم وليكن للرأى العام  عقل وحكمة  ولقد قال الحكماء فى مثل

شعبى معبر(قالوا لفرعون :إيه اللى فرعنك ؟ قال:ما لقيتش حد يردنى )

ومن هنا نقول لأنفسنا ولشعبنا : يجب أن تكون لنا مؤسسات ترعى (الرأى العام)وليس هناك أقدر من (النقابات) و0(منظمات المجتمع المدنى) على القيام بهذه المهمة الخطيرة .ولن نسمح بفرعون جديد وكفانا ما لقينا من الفراعين عبر التاريخ.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !