حرق المصاحف ..
قصه تناقلتها وكالات الأنباء ووسائل الإعلام في العالم أجمع في توقيت أختير بعنايه الا وهو شهر رمضان الكريم شهر الصيام والتعبد بالنسبه للمسلمين .. ومفاد هذه القصه هو إعتزام مجموعه من "الكنائس المسيحيه" في ولايه فلوريدا الأمريكيه إحراق مصاحف في ذكري الحادي عشر من سبتمبر القادم ..
بالتأكيد لم يمر الخبر مرور الكرام بل وكما كان مخططا له نزل كالصاعقه علي المسلمين في كل بقاع الأرض فهو يمس قدس أقداسهم مما أثار حميتهم وغضبهم بل وإستعداد الكثير منهم لرده فعل غاضبه لا يعلم مداها الا الله ..
وسرعان ما جائت ردود الفعل المسيحيه شرقا وغربا رافضه وشاجبه ومندده بهذه الفعله النكراء متبرئه منها ومبرئه للمسيحيه من مثل تلك الأفعال فالفاتيكان أصدر بيان والكنيسه الأرثذوكسيه أيضا أصدرت بيان والكثير من الدول وعلي لسان المتحدثين الرسمين .. الكل رفض وندد بل أن قائد القوات الأمريكيه في أفغانستان أعلن أن تلك الفعله سوف تضع حياه الشباب والشابات الامريكان في خطر شديد بل وستقوض المجهودات الأمريكيه في أفغانستان ..
بل وتم عقد مؤتمر يهودي مسيحي إسلامي في أمريكا وأعلن الجميع رفضهم وشجبهم لتلك الفعله حتي علي المستوي الرسمي الأمريكي جاء الرفض والإدانه ..
ولكن بالرغم من كل ذلك الرفض الذي يعد عالميا لهذه الفعله تعلن بعض تلك الكنائس الأمريكيه إستمرارهم فيما هم عازمون عليه غير عابئين بشيئ وعالمين تماما بتبعات فعلتهم !!!!!
وهنا يجب الوقوف طويلا وقراءه ما تخبئه السطور ..
هذه الفعله الشنعاء التي ترفضها المسيحيه كما جاء في رفض رؤوس كنائسها وأيضا كما جاء في تعاليم السيد المسيح التي تحض بل وتأمر بالتسامح "أحبوا أعدائكم .. باركوا لاعنيكم .. أحسنوا الي مبغضيكم .. صلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم" .. فهذا ما أمر به السيد المسيح أتباعه .. فكيف تخرج علينا "كنائس مسيحيه" بهذه الكراهيه والإستفزاز للآخر المسلم ؟؟
اليس هذا خروجا عن تعاليم المسيحيه ..؟
نعم هو خروجا عن تعاليم المسيحيه ولكن بالمسيحيه .. فعندما تمتطي الصهيونيه متن الأصوليه المسيحيه وتوجهها الي ما يخدم غاياتها العظمي تحدث مثل تلك الأفعال ..
فعلامات الساعه في المسيحيه هي إنتشار الزلازل والبراكين والأوبئه والمجاعات بالإضافه الي الحروب في الكثير من بقاع العالم ..
وكل هذه الأشياء تنتشر اليوم في العالم ماعدا الحروب والتي كلما إشتعلت حربا يتم إطفائها ولا تستمر طويلا .. إذا فلابد أن تشتعل حربا ضروس .. حربا عالميه .. "حرب العقائد" .. لتكتمل علامات الساعه "من منظورهم الأصولي" الذي تغذيه وترعاه الصهيونيه لأن العالم كله قد زاغ وفسد وإنتشرت الخطيئه وإستشرت بين الناس وأصبح الشيطان هو سيد العالم ..
إذا فليشعلوا هم تلك الحرب .. وقد حاولوا مرارا من قبل إشعالها عن طريق الإنترنت ولكن الله أراد لها الا تخرج عن نطاق الإنترنت .. وتظل المواقع المشبوهه تبث الكراهيه والأحقاد والضغائن وتكيل الشتائم والسباب للآخر المخالف في العقيده أو المذهب والتي لا يعلن ممولوها عن أنفسهم صراحه .. ولكن لم تقم الحروب بين البشر ..
فتولدت تلك الفكره "حرق المصاحف" ولن تكون الفكره الأخيره لو فشلت حتي يصلوا الي مبتغاهم وهو "الفتنه العالميه" ..
وهنا نحن نتسائل ..
هل ستكتفي أمريكا "الرسميه" بالشجب والإدانه وهي أي أمريكا تسن القوانين "العالميه" وتهاجم دولا كثيره متهمه إياها بالحد من الحريات الدينيه وحريه الإعتقاد وعدم إحترام مقدسات الآخر وتلك الفعله وكما جاء علي لسان الأمريكيون أنفسهم "تتناقض مع مبادئ الحريه والدستور الأمريكي" ..؟
أم ستتحرك السلطه الأمريكيه وتوقف هذا الحدث الكريه لتثبت للعالم كله مصداقيتها ..؟
الا يوجد قانون أمريكي إسمه إزدراء الأديان ..؟
"الفتنه نائمه لعن الله من أوقظها" …
مجدي المصري
التعليقات (0)