الدعاء هو العبادة "

-صد-ق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

-ولكن ه"ناك عبادات كثيرة أخرى .

- المعنى والله أعلم -أن الدعاء يلخص العبادات كلها لأن العبادة تعنى الخضوع الكامل للقوى الغنى الذى يجيب حاجة الداعين .وهذا مقتضىالدعاء فنحن نلجأ إلى الله لأنه وحده القادر على إجابة دعواتنا .

-وهذا يعنى أن الدعاء طريق خاص بين العبد وربه .

- وهو بالفعل كذلك .

- ولكننا نرى كثيرا من الدعاة يلجأون  إلى جماهيرية الدعاء .

- للمسلمين أن يدعوا ربهم زرافات ووحدانا  ولكن الأصل فى الدعاء أنه عمل خاص جدا بين العبد وربه وعلى أية حال لابد من مراعاة  آداب الدعاء .

 -فما آداب الدعاء ؟

- من آداب الدعاء :

1- خفض الصوت  وفى القرآن عن زكريا عليه السلام "إذ نادى ربه نداء خفيا"  وفى سورة الأعراف "ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لايحب المعتدين "55 وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أصحابه عن رفع الصوت بالتهليل والتكبير وهم عائدون منتصرون من بعض الغزوات وقال :"اربعوا على أنفسكم إنكم لاتدعون أصم ولا غائبا إنما تدعون سميعا قريبا وهو معكم "

2-الاقتصاد فى الدعاء بمعنى عدم الإطالة  فقد ورد عن /سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه أنه سمع ابنه  يقول :(اللهم باعدنى من النار وما فيها من زقوم  وغسلين ..,..,..وأدخلنى الجنة ومتعنى بما فيها من الحور والشراب  ,.,,و..و)فقال :(يابنى لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :"سيكون  أقوام يعتدون فى الدعاء ..إنك إن بعدت عن النار فقد بعدت عما فيها وإنك إن دخلت الجنة تمتعت بكل مافيها )

4-تخير الوقت  والمكان اللذين يظن فيهما اجابة الدعاء ..مثل هدأة الليل فى وقت السحر وفى  خلوة المؤمن بربه  حيث البعد عن الرياء وهذا لايناسبه مطلقا مايفعله كثير من الدعاة من ممارسة  الدعاء عبر مكبرات الصوت فى المساجد خاصة فى رمضان على مدى ساعات طويلة .

5-تخير الحالة الخاصة للشخص بحيث يكون فى أعلى درجة ممكنة من الصفاء وقد عبرت السيدة عائشة عن تلك الحالة حين يرتعش الإنسان  خوفا من الله تعالى 

-فما  موقع  أشرطة الأدعية التى تملأ السوق ؟-هذه الأشرطة لامحل لها من الإعراب ..وأرى أنها تحول العلاقة الخاصة بين العبد وربه إلى تجارة أراها غير رابحة دينيا وإن كانت رابحة ماديا .إن على الدعاة أن يعلموا الناس  الدعاء و آدابه لاأن يتاجروا فيه .

-ولكن قد يقال :إن شركات الصوتيات تسجل هذه الأدعية وتسوقها

- إنها تفعل ذلك بإذن من الدعاة  ولو صدقت النوايا لما أذن هؤلاء بذلك أو لكانت هذه الأشرطة مجانية .

-والخلاصة ؟

-أن الدعاء سر الأسرار بين العبدوربه بمقتضى قوله تعالى :"تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون  السجدة 16-17 وفى التفاسير أنهم أخفوا عبادتهم عن الخلق فأخفى الله جزاءهم عن الناس .وليس من شرائط قبول الدعاء أن يكون باللغة الفصحى أو أن يكون بلاغيا أو بديعا كلا ..كلا  بل كل المطلوب أن يصدر من قلب صادق مضطر بل يمكن أن يقبل  الله دعاء صادقا رغم ما به من خطأ فادح غير مقصود وقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى رجل وجد راحلته بعد ما فقدها وأشرف على الهلاك فقال :اللهم أنت عبدى وأنا ربك وكان تعليق الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك "أخطأ من شدةالفرح "  .. فماأشد حاجة دعاتنا إلى مراجعة كثير من سلوكياتهم ..نسأل الله التوفيق للجميع .