مواضيع اليوم

تاضي المسحورة ..."والمحو"

عبدالعزيز الرشيد

2009-12-26 18:00:10

0


الساعة تقارب الثانية عشر ليلا ...الأجواء ساكنة ...نهاية الصيف عادتا

تكون كذلك ..."تاضي" ابنة التسعة عشر ربيعا في غرفتها على السرير

تستعد للنوم كعادتها كل لليلة فهي في اول سنوات الجامعة , وهي فعلا

لها من اسمها نصيب ... فكثيرا ما اشتق العرب أسماء بناتهم من النور

والضوء فأسموهن نورة و موضي ...وتاضي والتي تعني "التي تشع

ضياء ونور".

كانت تاضي اكبر إخوتها يصغرها سيف الذي يدرس في المرحلة

المتوسطة والجازي في المرحلة الابتدائية ..,وفي تلك الليلة كان الجميع

كعادتهم يستعدون للنوم باكرا استعدادا ليوم جديد ...خلد الجميع للنوم

إلا تاضي فان النوم جافا عيونها , فهي لم تتعرض لمثل هذه الحالة من

قبل, فعدا أنها لا تستطيع النوم إلا أن هناك أيضا هم وضيقة تجعلها تتنفس

بصعوبة ...ثم تصيبها حالة من البكاء دون سبب ...حاولت تاضي التغلب

على كل ذالك والصبر ولكن الأمر زاد عن حدة فخرجت من غرفتها بتردد

حتى وصلت إلي غرفة والديها وقبل أن تقرع الباب وإذا بأمها تفتح الباب

خارجة إلي المطبخ لإحضار ماء ...

إلام: تاضي.. حبيبتي ما بك

تاضي: أمي إني أكاد أموت ... لا استطيع النوم ...جبل

يرزح على صدري "بكاء وتنهدات عميقة"

إلام : بسم الله عليك ...تعالي اجلسي هنا ...لا حول ولا

قوة إلا بالله ...أبا سيف ..."تنادي بصوت خفي"

جاء والدها وهو في حالة ذهول ما بكما ...تاضي ما بك حبيبتي

إلام: تاضي تعبانه ...لا تستطيع النوم ...أخاف أن يكون

بابنتي شيء ...ابا سيف.. إقراء عليها شيء من القران أتوسل إليك

الاب :لا عليك ...تاضي تعالي هنا وأنتي احضري الماء

لعلي أقراء علية ايضا وتشربة

اخذ الأب يقراء على تاضي ويرقيها ثم قراء على الماء الذي احضرتة إلام

وشربت منة تاضي ومسحت على صدرها ورأسها وإذا بها تحس بتحسن

كبير وتحمد الله ... تنفس والدها وأمها الصعدا وحمدو الله واثنوا علية وقالوا

لابنتهم اذهبي ونامي وعليك بذكر الله قبل النوم وقراءة القران .

كانت هذه بداية تاضي مع المعاناة حيث أنها أصبحت كل يوم بهذه الحالة

ولا يزول عنها هذا العارض إلا بعد قراءة القران ولكنة سرعان ما يعود

من جديد... تدهورت الحالة حتى أصبحت تاضي قليلة الأكل ولا تود أن

تذهب ألي الجامعة وأصيبت باكتئاب حتى أنها لا تريد ان ترى احد وتجلس

وحيدة في غرفتها ...بداء الشحوب يضع علاماته على وجه تاضي التي من

الله عليها بوجه جميل لونه مثل لون الفجر الساطع وعينان واسعتان

كحلهما رباني وخشم مسلول كسلة السيف وفم اختلف لونه بشدة من خط

الشفاه كجمرة غظى لا يكسر رونق هذا اللون إلا شدة بياض أسنانها فقد

كانت كالولو بقطيفة حمراء .

اخذ هذا الجمال بالذبول فهناك لون اسود بداء يبرز تحت أعينها واخذ لون

ذلك الوجه شديد البياض يتحول إلي اللون الأصفر وأصاب جسمها نحول

بعد ان كان يتميز بفقر ومجاعة في أجزاء وتخمة وثراء في أجزاء أخرى

فانطبق عليها ما جاء في قصة نمر العدوان مع ابنة عقاب حينما كان

صغيرا حيث سأل والدة من أجمل والدتي رحمها الله أم زوجتك هذه وكانت

حاضرة فقال نمر هذي أجمل ولم يكن يود أن يكسر بخاطرها , فقال عقاب

ببراءة الصغار صدقت فان والدتي حينما كنت ارمي لها الكرة وهي نائمة

على جنبها كانت الكرة تدخل بين صدرها و وركها ام زوجتك هذي فلا.. حينها

قال نمر العدوان كلمته الشهيرة التي أصبحت مثلا حتى ألان (هذا بلا أبوك

يا عقاب).

قرر والدي تاضي عرضها على الأطباء ...وبالفعل أجرت جميع التحاليل

ولكن النتيجة كانت دائما ايجابية فهي ليس بها أي مرض أو حتى أعراض

مرض ما ...وجه الأطباء والد تاضي بان يعرضها على طبيب نفسي وكان

ذلك , وكان الطبيب يحاول تفسير هذا التغير في جسمها والذي قد يكون له

أسباب نفسية فكثيرا ما كانت الأمراض العضوية مسبباتها نفسية بالدرجة

الأولى ...ولكن الغريب أنه لا يوجد سبب نفسي فتاضي ابنة محبوبة من

والديها وإخوتها وكذلك في محيط الجامعة ...على ذلك كتب الطبيب النفسي

لها بعض الأدوية ضد الاكتئاب لعلها أن تحسن حالتها وتساعدها على النوم

و لكن كل هذا لم يساعد تاضي على الخروج من هذه الحالة النفسية الصعبة

حينها قام الأب بالبحث شيخ يرقي ابنته وتحرى جيدا ليكون هذا الشيخ من

الذين يشهد لهم بالرقية الشرعية الجيدة ... وبالفعل احضر الأب الشيخ علي

وهو شيخ وإمام مسجد ومعروف برقيته القوية التي اكتسبها من ممارسة

سنوات طويلة في الرقيا الشرعية ...قام الشيخ علي بقراءة القران على

تاضي واخذ يرقيها وإذا بها تحس بمغص في بطنها وبالحاجة الى الاستفراغ

حينها قال الشيخ لابو تاضي ان ابنتك تشكو من أعراض سحر فانا من

واقع الخبرة والتجربة فان الذي اقراء عليه وتدمع أعينة يكون به نفس

والذي يتثاوب بكثرة تكون به عين والذي ياتيه مغص ويستفرغ يكون

به سحر مشروب او مطعوم ...وأنا لا أقول ذلك تقريرا بل أقول من الجائز

أن يكون ذلك , حينها قال الأب ولكن ما العمل الآن ,قال الشيخ ترقا

باستمرار لعل الله أن يشفيها .

تحسنت حالة تاضي قليلا ولكن سرعان ما عادت ألي سابق عهدها من

اكتئاب ونفور من الناس وعدم شهية للأكل ...احتار الجميع بحالة تاضي

وفي إحدى الليالي رأت تاضي رؤية "وهي ان جدتها موضي والتي توفيت

منذ سنوات تاتيها وتجد عندها حية لم تكن تخافها تاضي في الحلم وتمسك

الجدة بالحية وتقتلها وتأمر تاضي بعمل المحو " وقد تكرر الحلم سالت

أمها ما هو" المحو" قالت الأم لا اعلم ولكن من ظاهر الحلم أن الفرج قريب

إن شاء الله.

فما هي الا ساعات وبينما تاضي وأمها أمام التلفزيون يشاهدون احد

البرامج وإذا بفقرة عن تفسير الأحلام والذي يتلقى فيه البرنامج اتصالات

مباشرة ...حينها أخذت تاضي التلفون واتصلت ومسك الخط سبحان الله

عادتا يكرر الناس الاتصال مئات المرات ولا يتم الاتصال ولكن في حالة

تاضي هي إرادة الخالق سبحانه وتعالى

تاضي : الو السلام عليكم ممكن أتكلم مع الشيخ

المذيعة : وعليكم السلام من معي

تاضي : تاضي من الرياض

المذيعة : فضيلة الشيخ معك

تاضي : فضيلة الشيخ , أنا لدي رؤية وهي أن جدتي المتوفية

تأتيني في المنام وتجد عندي حية وأنا لا أخافها فتقتلها وتقول لي عليك

عليك ياتاضي "بالمحو"وأنا لا اعرف ماهو المحو يافضيلة الشيخ

الشيخ : سبحان الله هل أنتي مريضة يا ابنتي أو تحسين بعارض

تاضي : نعم فضيلة الشيخ "بكاء وشهيق خفيف"

الشيخ : لا عليك يا ابنتي ..لا عليك ..من يسكن معك في البيت ؟

تاضي : آنا و وأمي وأبي وإخوتي وخادمة فقط ..

الشيخ :اسمعي إن تفسير رؤيتك انه يوجد في بيتك شخص ليس

بغريب ولذلك أنتي لا تخافينه "وهو الحية في الحلم" هذا الشخص ليس

كما يظهر أو كما ترينه فهو خبيث ولكن الله سينجيك منة وينصرك , وهذا

تفسير قتل جدتك له ...أما المحو يا ابنتي فهو أن يكتب القران الكريم بمداد

طاهر مثل الزعفران مثلا ثم يوضع في ماء طاهر ويشرب منة ويغتسل منه

في مكان طاهر , وهذا قال فيه كثير من العلماء السابقين وكذلك المعاصرين

فقد قال فيه الشيخ ابن باز وابن عثيمين واقروا بجوازه وأنة من لرقيا

الشرعية حيث أنة في السابق كان يكتب بورق السدر في إناء ثم يحل بماء

ويشرب ويغتسل منه ...فعليك ابنتي بعمل ذلك وان تتوكلي على الله ولا

تخافي .

تاضي : شكرا فضيلة الشيخ الله يجعل ذلك في موازين حسناتك

كانت الخادمة واقفة أثناء هذا الحوار ولم تعلق بل ذهبت إلى المطبخ

مسرعة ...وفي نفس اليوم طلبت من والد تاضي أن يسفرها لظروف

عائلية على حد قولها ...استغرب الجميع طلب الخادمة في ذلك الوقت

بالذات ولكن قرر الأب أن يلبي طلبها , وبالفعل حجز لها ويوم سفرها

طلب الأب من إلام أن تشغل الخادمة ليتمكن من تفتيش حقائبها ..وقد

كانت المفاجئة قوية حيث وجد في حقيبتها على شعر وملابس تخصهم

وهي لم تغسل وقد وضعت في أكياس وكل كيس كتب علي اسم صاحبة

عندها قرر الأب أن يواجه الخادمة بما وجد ...حينها أخذت تبكي وتتأسف

وتقول أن الشيطان أغواها وإنها هي من كانت تضع السحر في شراب

تاضي وهذا ما جعل السحر يتجدد وذلك لغيرتها من جمال تاضي ولكن

في الأيام الأخيرة كان يأتيني كابوس ولا استطيع أن أنام , واجد تاضي

تصلي وتدعو الله وتنام ...كذلك حينما فسر الشيخ لها حلمها وجدت انة

لا بقاء لي هنا ...وأخذت تبكي ...حينها استشار الأب أم تاضي فقالت لة

لنأخذ أغراضنا وندعها تسافر , سافرت الخادمة ...وقامت تاضي بكتابة

"المحو"وشربت منه واغتسلت وسبحان الله فكأنما" فكت من عقال "وذهب

كل ما بها ورجعت كما كانت تاضي الاسم على المسمى تشع نور وضياء

وتقربت من الله كثيرا بل أنها أصبحت هي نفسها ترقي إخوتها وأقاربها

لقد جعل الله بيدها بركة بقدر إيمانها به وصبرها على ما ابتليت به

 

 

(اخواني الاعزاء ناخذ من هذة القصة كثير من الفوائد التي سناتي عليها
فيما بعد ...واود من الاخوة والاخوات ان يدلو بدلوهم في الفوائد المستقاة
من القصة ...والله ولي التوفيق)


ابوفيصل




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات