خلال ثمانية عشر يوما استطاع شعبنا العظيم إسقاط طاغية من أعتى طواغيت العصر بوقفته السلمية فى ميدان التحرير والذى أيدتها كل ميادين بل كل بيوت مصر .ولم تبرح الجماهير مكانها حتى تنادى الكبار من أهل الرأى واختاروا لجنة لقيادة الثورة كان قائد الجيش أحد أعضائها ..وقامت هذه اللجنة بعملين جليلين :
الأول :تشكيل لجنة لوضع الدستور ممثلة لكل الطوائف .
الثانى:الدعوة إلى انتخاب برلمان من غرفة واحدة (مجلس الشعب )والحمد لله تمت انتخاب مجلس الشعب بنزاهة شهد لها العالم ولم يصدر اعتراض من أحد على نتائجها فقد حصل الشباب والمرأة على نصيب معقول من المقاعد .بحمد الله انتهت لجنة الدستور من عملها فى أسبوعين وكان من أبرز المبادىء الدستورية :-مدنية الدولة .-حماية الحريات العامة .-أن يكون نظام الحكم رئاسيا برلمانيا مختلطا على أن يعاد النظر فى هذا البند بعد ثلاث مدد رئاسية أى خمس عشرة سنة.-يتم انتخاب الرئيس ونائبه على نفس القائمة .وفتح باب الترشح للرئاسة وتقدم عشرة من ذوى الكفاءة المشهود لهم بالوطنية والنزاهة وقبل انتهاء فترة الدعاية الانتخابية بأيام أعلنت وسائل الإعلام عن مؤتمر صحفى للمرشحين العشرة وانتظار مفاجأة.............وبالفعل كان يوما مشهودا ................لقد تكلم كل مرشح وأمطر زملاءه بوابل من الثناء والتزكية ثم وقف أكبرهم سنا ليعلن أنهم اتفقوا على تزكية (....)أصغرهم سنا ليكون رئيسا وتزكية اثنين منهم ليكونا نائبين ...وتركوا الأمر للشعب ليوافق أو يرفض هذه التزكية .....ولكن المصريين جميعا باركوا هذا الاختيار.......وهانحن الآن فى ميدان التحريرحيث قرر مجلس الشعب أن يكون أداء اليمين الدستورية ........وقد أعلن الرئيس -بعد اليمين -اسم رئيس الوزراء وكان من المرشحين والمدهش أن رئيس الوزراء كان جاهزا بوزرائه الذين أدوا اليمين الدستورية فى هذا المحفل العظيم وكان تصفيقنا طويلا لوزير(المظالم )المختص بمتابعة الاقتراحات والشكاوى.لقد نجحت الثورة نجاحا عظيما وكان أعظم ما فيه أنه لم ترق قطرة دم واحدة .واندفعت الجماهير ترقص فى حماسة طاغية على أنغام الموسيقا العسكرية ..........واندفع جارى المتحمس يرقص فى نشوة ودفعنى بيده لأرقص ولكن دفعته كانت قوية ...فسقطت على الأرض وانتبهت من النوم
التعليقات (0)