مواضيع اليوم

- الكوميديا الريفيه ـ مـوروثـات قـسـمـة ألأرض وألمـيـراث -

عوني قاسم

2012-09-11 08:09:27

0

 عند قسمة ألأرض بين الورثة يذهب أشخاص عدول متفق عليهم من الجميع ومعروفون بنزاهتهم ومعرفتهم ويقوم أحدهم بقياس طول ألأرض وعرضها من جميع جهاتها ( الفشخة ) ثم يقسموها على الورثة إذا كانت ألأرض على شكل موارس ومستقيمة أما إذا كانت حدود ألأرض غير منتظمة فتتم قسمتها بالتقدير والتراضي ، وعادة ما يختار ألأخ ألأصغر حصته أولا ثم ألأكبر وألأكبر وعادة ما تضم حصص ألأخوات في قطعة واحدة مع بعضهن او حصة كل أخت مع أحد ألأخوة فيقوم ألأخ بفلاحة ألأرض ثم يعطي أخته من المنتوج حسب حصتها ، ويعد القسمة وألإتفاق يقرؤون الفاتحة ويتعاهدون بينهم ومعهم الشهود ان لا يرجع أحد من الورثة عن ألإتفاق مستقبلا ، وعادة ما يتم تكتب حجة تبين لكل واحد حقه عن طريق الوصف ويبصم عليها ألورثة والشهود ، وعادة لا يتم نقض هذه الحجة من أي من الورثة فإذا نقضها أحد منهم لا يهتم بكلامه أحد ويقوم الشهود بمنعه عن طريق التهديد بأنهم سيشهدون ضده في المحاكم وأنهم سيطلبون شرفهم منه فيرتدع .
وقد يكون أحد ملاّك ألأراضي يملك أرضا بحاجة إلى تشجير وفلاحة وعناية بالشجر وهو لا يستطيع ذلك لكبره وعجزه أو ليس عنده كفاية من ألأولاد ليساعدوه على ذلك فيلجأ إلى نظام ( المزارعة ) بأن يقدم المالك ألأرض ويقدم المزارع ألأشتال والعناية بألأرض حتى يثمر الشجر ولمدة معينة لا تقل عن عشرين سنة ويشترط عليه صاحب ألأرض ان يزرع شجر الزيتون لأن شجر الزيتون معمر وإذا زرع أشجار الفاكهة ( الشجرة الحلوة ) ففي هذه الحالة لا يستحق المزارع أن يأخذ شيئا من ألأرض التي زرعها بهذا النوع من الأشجار لأنه غير معمر ، اما عند زراعة شجر الزيتون فإنه يأخذ عادة وحسب العرف ثلث مساحة ألأرض ( شجرا وحجرا ) وعند القسمة في نهاية المدة تقسم ألأرض إلى ثلاثة أقسام ويترك القسم ألأوسط دائما لمالك ألأرض وتعمل قرعة بين الجهة اليمنى واليسرى من ألأرض فإذا أصابت القرعة أي من الجهتين تصبح ملكا لزارع ألأرض وتصبح الجهة ألأخرى مع القسم ألأوسط لصاحب ألأرض ومالكها ثم تقرأ الفاتحة وتكتب حجة بذلك وتسلم حجة المزارعة للمالك ويصبح المزارع مالكا لحصته ملكا خالصا يورثها لأولاده من بعده . وقد يلجأ بعض المحتالين من ملاّك ألأراضي إلى الحيلة والخديعة فيطلب من المزارع ان يزرع الشجرة الحلوة وأن يخدم ألأرض مدة تزيد عن عشرين سنة وبعدها تكون الشجرة الحلوة قد هرمت فيرفع القضايا في المحاكم على المزارع ويخرجه من ألأرض أنه قد أكل من شجر ألأرض بأجرته . وقد حضرت قسمة بين مزارع ومالك أرض فقسمت ألأرض إلى ثلاث حصص وكانت الحصة أليسرى مميزة بشجرها وتربتها وقد كان المزارع قد اعتنى بشجرها أكثر من باقي ألأرض فكتب المزارع ورقتين ووضعهما في كف صاحب ألأرض ثم أخذ واحدة منهما وفتحها فتهلهل وجهه وظهر عليه السرور وقال إنها اليسرى وفتح الورقة وأرانا إياها ثم تناول الورقة الثانية والتى رماها صاحب ألأرض أمامه ووضعها في فمه فشك صاحب ألأرض وطلب من المزارع أن يخرج الورقة من فمه فقال المزارع لقد ابتلعتها فقال صاحب ألأرض للشهود إذا لم يرني الورقة التي في فمه أعتبر كل شيء لاغيا ، فأصر الشهود على المزارع لكشف الورقة فإذا مكتوب عليها اليسرى أيضا أي انه كتب على الورقتين كلمة اليسرى ، فثارت ثائرة الشهود وحاول احدهم ضربه ولكنه أخذ ينتفض كمن أصابه مس ممثلا كمن أغمي عليه فأشفق عليه صاحب الأرض وبارك له القطعة اليسري رغم إعتراض الحضور . وقد يطلب مالك ارض من أحد الناس والذين لا يملكون أرضا بجمع محصوله وخاصة الزيتون على ثلث الثمر فيأخذ صاحب ألأرض ثلثي المنتوج ويعطي المزارع الثلث ( إمثالثة ) فيقوم المزارع بجمع حب الزيتون ونقله وعصره ثم يأخذ ثلث المنتوج من المعصرة . وقد يلجأ بعض ملآك ألأراضي إلى تضمين ناتج الأرض والحب على الشجر بدل مبلغ مالي معين ولموسم واحد فيقوم الضامن بجمع الثمر تحت إشراف المالك حتى لا يقوم الضامن يتكسير أغصان الشجر أثناء عملية القطاف . وكذلك يمكن ضمان ألأرض الملساء الغير مشجرة لموسم واحد أو لعدة مواسم من أجل زراعة الحبوب إما بمبلغ معين متفق عليه أو على خمس أو ربع أنتاج ألأرض حيث يقوم الضامن بأعمال الفلاحة بشكل عام ثم يعطي صاحب ألأرض خمس المنتوج أي أن يأخذ المزارع أربعة مكاييل ويعطي الخامس لصاحب ألأرض أما التبن والقش فلا يكون لصاحب ألأرض حصة منهما . وقد كان بعض أهل الريف يهاجرون بعائلاتهم في فصل الصيف إلى الغور أو إلى البلقاء وحتى إلى حوران في سوريا حيث يعملون في حصاد القمح او جمع الخضار لقاء أجر معين ثم في نهاية الموسم تقوم النسوة بجمع ما سقط على ألأرض من السنابل ثم فركها وجمع حبوبها ثم يعودون إلى قراهم وقد جمعوا كمية من الحبوب تعينهم وتكون لهم قوتا خلال فصل الشتاء وبداية موسم آخر وكان يلجأ إلى هذا ألأمر العائلات التي لا تملك أرضا ولا دوابا تعينهم في استئجار ارض وفلاحتها في قراهم . وقد تتشارك عائلتان في زراعة قطعة أرض وخدمتها ومن ثم قسمة الناتج وتسمى قطعة ألأرض الزروعة بهذه الطريقة ( الشكارة ) .
ومن المعروف ان لا يبيع ريفي أرضه إلا لضرورة قصوى لأنه في نظر الريفي يعتبر التفريط بألأرض كالتفريط العرض وكان بعض كبار السن يبيعون أراضيهم نكاية بورثتهم ودون علم الورثة ، وعندها يحق للورثة أن يتقدموا للقضاء وإرجاع أرضهم وإبطال البيع ويدفعون للمشتري ما أنفق ويسمى ذلك ( حق الشفعة ) وعادة يكون القضاء إلى جانبهم ، ونادرا ما يلجأ ألأولاد في الريف لإثبات أن أباهم أو جدهم ليس مؤهلا للبيع نتيجة الخرف وكبر السن من أجل استرجاع أرضهم المباعة .  




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !