من المعلوم أن الثروة الحيوانية تعتبر معينا ومساعدا على الحياة في الريف ، وعادة يتم تربية ألأغنام للإستفادة من ألبانها وأصوافها وحملانها ويتم جز الصوف في أواسط فصل الربيع حيث يكون قد زال البرد وبدأت بشائر الصيف فيقوم أصحاب ألأغنام البيضاء ( الضأن ) بجز صوفها وألإستفادة منه في فرش البيوت بعمل الفرشات وألأغطية الصوفية (أللحف ) والمخدات والوسائد ونادرا ما يعمل في الريف البسط لفرش ألأرضيات من الصوف ويقسم الصوف إلى نوعين الصوف العادي وصوف القُصبَة وهو صوف الخراف الصغار والتي لم تبلغ السنة من عمرها فيعمل من صوف الغنم الكبير الفرشات للجلوس في أماكن الضيافة وأثناء السهر في البيوت وكذلك النوم عليها في حين يعمل من صوف الخراف الصغيرة ويكون عادة قطعة واحدة متماسكة تسمى ( الجِزّة ) يعمل منها اللّحُف ومن عدة جزّات عن طريق التنجيد ويقوم أناس مختصون بهذا العمل يدورون على البيوت في القرى عارضين خدماتهم فيشدون الفرش واللحف والمخدات ويكسبون عيشهم وقد كانت كل ربة بيت بالسابق تستطيع أن تقوم بهذا العمل . وكذلك يستفاد من جلود الخراف الصغيرة بعد تجهيزها ومعالجتها ودبغها بعمل العباءات وألأردية الصوفية ( الفروات ) والتي تبطن بها الجلود دون نزع الصوف عنها وهي جميلة ودافئة ومميزة في الشتاء وغالية الثمن وتعتبر مكملة للباس العربي الذي يتكون من ثوب من قماش خاص يسمى ( الديمايه ) وهي عبارة ثوب من القماش يغطي جسم الرجل من محيط رقبته وحتى الكعبين ويزيد ويكون مفتوحا من ألأمام وعلى طوله وله ازرار من المنطقة العلوية فقط وربما يكتفى بزر واحد وعند اللبس توضع الجهة اليسرى على اليمنى تحت الرقبة وتثبت الزر ويلف على الخصر رباط من نفس نوع ولون قماش الديماية ويكون لها عادة على الصدر من الداخل جيب مخفي يحتفظ فيه من يلبسها بأوراقه الخاصة ونقوده وكذلك لها جيبان على الجوانب لا يظهر منهما الا الفتحات ويلبس تحتها قميص أبيض من القطن وشروال ثم الكوفية والعقال ( الحطة ) لغطاء الرأس وفي الشتاء تلبس فوق ( الديماية ) العباءة والتي تدل على مكانة الشخص ألإجتماعية والمادية حسب نوع القماش التي خيطت منه والزخارف الفضية أو الذهبية التي تزين تلك العباءة . وتخاط ( الديماية) من عدة أنواع من القماش فإن كانت من قماش حريري تسمى ( الروزا ) وتلبس بالصيف وأن كانت من قماش قطني مقلم بالأبيض وألأسود تسمى ( سرّطلِيّة ) وأن كانت الحرير والقطن والكمخ سميت ( الديماية) وجميعها تفصل وتخاط على نفس الشكل وأنما ألإختلاف في ألأقمشة . وتلبس الروزا ومعها شال حريري يلف على الوسط وتكون له شراشيب متدلية ، أو أن يكتفى بسير من الجلد المدبوغ والملون له إبزيم من الحديد في إحدى طرفيه لتثبيته ( صبك ) وتلبس تحت الكوفية عادة طاقية مشغولة من خيوط الحرير أو مخاطة من قماش قطني ناعم أبيض اللون لإمتصاص العرق وعكس الحرارة . وقد تخاط الديماية من قماش الصوف الممتاز ويفصل لها جاكيت من نفس نوع ولون القماش وتسمى ( طقم ) وتلبس في المناسبات وهي مكلفة وغالية الثمن ولكنها جميلة ودافئة وتدل على مركز إجتماعي معين .
اما لباس النساء فكان عادة من ثوب يغطي كافة الجسم وتحته قميص من قماش رخيص وشروال وغطاء للرأس وكانت بعض النسوة تلبس فوق الثوب ثوبا آخر مفتوح على طوله من ألأمام وله زرار وعروات من الحرير وله قبة مشغولة ومطرز عليها خيوط الحرير والفضة او الذهب وتكون العروات من نفس نوع اليطريز ويسمى ( قفطان ) وهو يقوم مقام العباءة للرجل ثم يلف شال على وسط الجسم من الحرير الملون بالأسود وألأحمر وله شراشيب ويسمى ( الزنّار ) ويلبس عادة القفطان فوقه ويكون غطاء الرأس منقصلا عن الباقي ويتكون من منديل طويل من الموسلين أو الجرجيت ألأبيض ويسمى ( الخِرقَة ) ويطلق على هذا الزي كاملا أسم ( يلك ) . وكانت بعض النسوة تلبس توبا خاصا له أردان طويلة ومفتوحة وتلف على الراس فتغني عن غطاء الرأس وتكون جزءا من الثوب ويلبس تحته قميص بأكمام ضيقة تمتد حتى تغطي الرصغين وتثبت إما بالمطاط أو بأزرار ويسمى الزي جميعه ( المرَدّن ) . أما بالرجلين فتلبس ألأحذية المطاطية أو الجلدية والجرابين الصوفية والقطنية للرجال والنساء وذلك قبل انتشار قماش النايلون.
التعليقات (0)