مواضيع اليوم

- الكوميديا الريفية - موروثات ألأواني ولوازم البيت الفلسطيني -

عوني قاسم

2013-04-16 13:31:48

0

 

كان الماء ينقل للبيوت من العيون والينابيع القريبة من القرية على ظهور الدواب او على رؤوس النساء ، فتحمل المرأة جرتها في وقت فراغها وبعد ألإنتهاء من أعمال البيت وتذهب إلى عين الماء وتنتظر دورها متشاغلة بالحديث وتناقل اخبار الناس او لعب ( الكال ) مع إحدى صاحباتها أو تنقية القمح أو عمل ( الشعيرية ) مع إحدى الجارات ، وبعد أن تملأ الجرة تحملها على رأسها واضعة بين رأسها والجرة كعكة من القماش معدة لهذا الغرض وتسمى ( مَدوَرَة ) وتعود لبيتها وقد تنقل عدة جِرار في اليوم الواحد حسب حاجتها للشرب والغسيل وألإستحمام وأعمال البيت ألأخرى وسقاية الدجاج والحمام والحيوانات المربوطة في الدار وتصنع الجرار من الفخار وكذلك ألأزيار وألأباريق والشربات والقدور وألأقداح والتي يستعمل للأكل والعسالى وإبريق ( الكُرّاز ) وهو إبريق يصنع على شكل معين ووظيفة معينة ليسهل استعماله فلا يكون كرويا او منتفخا وإنما تعمل جوانبه على شكل مستطيل في حين أنتفاخه من الأمام والخلف ليس كبيرا وله عنق وأذنان ويربط على ظهر الحمير وهي تحمل عدة الحراثة فلا يتدحرج او يصطدم بعدة الحراثة لأن جوانبه مستوية ، وتصنع كذلك من الفخار المغاطيس والبقاليل من أجل اللبن وألسّعن والحُقّ من أجل حفظ الزيتون ( الرّصيع ) والمخللات وكذلك الطّوس من أجل نقل الماء عن العين على أكتاف النساء فيكون كالإبريق الكبير وله قاع بشكل مستدق بشكل مخروط ينتهي برأس مدبب حيث لا قاعدة له .

وكان يعتقد أن الجان وأصحاب ألأموال قديما كانوا يضعون كنوزهم في طوس ويدفنوها بعد ختمه بخاتم النبي سليمان والذي كان له سلطة على ألإنس والجن فلا يهتدي لهذا المال أحد من ألإنس والجن إلا إذا عرف سر الخاتم الذي على الطوس . وكان الدجالون والذي يطلق عليهم لقب ( المُغرَبِيّون ) ليس المغاربة يحضرون إلى أناس معينين في القرى وبعد سؤال بعض الناس عنهم والتحقق من سلوكهم ويقولون لهم أنه على وجوههم سيتم فتح كنز معين فيأخذون منهم لوازم شراء البخور وما يلزم لشراء ما يفك السحر من مال ويختفون . ويصنع الفخار من الطين المشوي ( عجينة الفخار) حيث تحضر تربة خاصة غنية بالمعادن ومن مقالع معروفة ( مفاخر ) ثم تذاب التربة في مصول كبير بواسطة ألأرجل فنحصل على عجينة رخوة جدا شبه سائلة ثم يفتح فتحة لخروج المحلول وتصفى حتى تصبح نقية من أدق الحصى ثم يجفف في حوض أخر حتى يصبح عجينة متماسكة يسهل تشكيلها فتأخذ إلى مصنع الفخار ، فيجلس شخص أمام دولاب التصنيع والذي يكون من عجلة خشبية كبيرة في ألأسفل تتحرك وتدور بأن يضرب العامل برجله على طرف القرص ضربات مستقيمة فتدور العجلة واتي تكون موصولة بعمود يوجد في أعلاه قرص دائري صغير فيضع العامل جزء من العجينة على القرص الصغير العلوي والذي يدور بسرعة مناسبة انتقلت إليه عن طريق العمود من القرص ألأسفل ثم يقوم العامل بتشكيل العجينة بيديه وذلك يتطلب بعض الخبرة والتمرين والمهارة ثم يؤخذ الوعاء المنجز ويكون طريا ولكن متماسكا ومحافظا على شكله فيجفف بالشمس عدة أيام ثم يؤخذ إلى ( تنور الشواء ) والذي يتكون من بناء ترابي دائري الشكل له باب بأسفله وفتحة علوية لخروج الدخان ثم ترتب ألأواني الفخارية على محيط التنور ويوضع بينها قطع الخشب وروث البهائم ومن ثم تشعل النار في الخشب ويغلق الباب فتبقى النار مشتعلة عدة أيام ينضج خلالها الفخار ويصبح على الشكل الذي نراه في السوق ونستعمله وقد يعمد البعض إلى الرسم والزركشة على الفخار قبل شواءه وكذلك تلوينه بعد نضجه . وأشهر القرى التي كانت تنتج الفخار هي قرية ( جبع ) في منطقة جنين حيث يوجد بها عدد من المفاخر وفيها عائلة كبيرة تسمى عائلة ( الفاخوري ) وكانت امتهنت صناعة الفخار ، وفخار جبع خالي من المسام وهو لا يرشح فيبقى فيه الماء محتفظا بحرارته ولا يكتسب برودة فيكون صالحا لعمل جرار الزيت وأواني حفظ المخللات ، وأما الفخار( العَكّاوي ) فإنه يرشح ويكسب الماء برودة مطلوبة في الصيف ويضرب به المثل بألإنسان تقيل الظل فيشبه بالزير العكاوي فيقال فلان يرشح مثل الزير العكاوي ولون الفخار العكاوي اسودا في حين لون الجبعي اصفرا فاتحا ويوجد في أماكن أخرى في بلادنا مصانع للفخار مثل غزة والخليل والتي يكون لون الفخار أبيض مساميا مما يساعد على سرعة برودة الماء فيه . وعادة يستعمل للشرب أباريق ذات فتحة للتعبئة وفتحة أصغر لخروج الماء إلى فم الشارب وتسمى هذه ( البعبوزة ) وعند الشرب يرفع الشارب فتحة البعبوزة عن فمه ويصب الماء في فمه صبا بحيث لا يلامس الفخار شفتيه وتسمى هذه الطريقة بالشرب ( الزغللة ) وهو تقليد إسلامي محبب بحيث لا ينتقل المرض من السليم إلى الصحيح عن طريق وضع البعبوزة بالفم . وقد كانوا يتفاخرون بأواني النحاس من حلل وطناجر وصحون وأطباق ( سدور ) وملاعق وأباريق مطعمة بالفضة وغيرها من ألأواني وذلك قبل اتشار أواني ألألمنيوم بعد الحرب العالمية الثانية وكذالك ألأواني المصنوعة من الخزف الصيني والزجاج .

ويعمل من قش القمح الكثير من ألأدوات مثل ألأطباق والصواني والقُبَعُ والمطاحن والجُوَنُ حيث تقوم بعض النسوة قبل درس القمح وهو على البيدر بفصل السنبلة عن قش القمح ويأخذ القسم المستقيم من القشة بين السنبلة والعقدة ألأولى فتصنع منه أدوات وقد يصبغ القش بعدة ألوان وتصنع منه اطباق وأشكال ملونة وبشكل فني جدا ويحتاج لخبرة تتعلمها البنات من ألأمهات والجدات ، وعند الشروع في عمل ذلك تؤخذ كمية من قش القمح الناعم وينقع في الماء حتى يصبح لدنا ويسهل لفه ثم تنقع كمية أخرى من قش الحشوة وهو من قش القمح أيضا ثم تجدل عدد من القشات بداية العمل بشكل مستقيم ثم تلف بشكل داثري ثم يؤخذ مخرز خاص يعمل بواسطته فتحة في الجزء الذي هو الجزء الذي يعمل به وتدخل قشة ناعمة في الفتحة ثم تلف القشة حول الحشو فتكون مربوطة ومثبتة بما تحتها وتسمى كل بداية وحتى الرجوع إليها ( دَور ) ويستمر ذلك حتى تكبر ألأدوار وتتوسع بشكل دائري ويتشكل منها طبق القش والذي يستعمل لوضع الخبز وتغطية وعاء العجين عند أخذه للطابون وكذالك لحمل الطعام عليه من مكان لمكان . ويتم عمل باقي أواني القش بنفس الطريقة ويتم عادة تلوين القش الناعم والذي يلف على الدورات بصباغ وبألوان مختلفة وثابتة ، وتسمى عملية أخذ القش عن البيدر من أجل عمل أواني القش والحشو ( التقشيش ) اما عملية الصنع فتسمى ( البَدي ) .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !