الكلب حارس الأرض ..

الكلب حارس الأرض

 سرعان ما يتلاشى الحلم الجميل

الساعة تمضغ زمنها الكئيب،
آذان الكلب المرهفة
تترصد الأصوات البعيدة
إلى اليمين إلى اليسار
يحرك رأسه برفق ،
بعينين ثابتتين بريقهما الوهاج مستقيم الخطوط
تنفذان بعيدا ثم يعود يحدق بي ،
يرتج جلده فرحا عند سماع همهمة تصدر مني
يهتز ذيله كرقاص ساعة قديمة
ثم يروح يقفز حولي مسرعا
كأنه يريد أن يدفع الإخلاص حد الموت
مثبتا عيناه وأذناه علي بكل تركيز ، لا يبارح مكانه
أنه يحدق بي ليرى أذا كانت هي نفس الصورة التي يحملها لي في ذاكرته المخلصة ،
أوربما تحتاج لشيء من التعديل
انه مجنون في إخلاصه
ترى لماذا هو سعيد في هذا القفر!؟
يهّر نابحا كلما لمح ظلا أو سمع صوتا من بعيد،
لعله يلعن ويسب ويشتم ،
ويعلن كراهيته لتلك الوجوه المقيتة التي ضجر منها
حتى وهي على الجدران
وينقم بصوت الوعيد على المدينة التي فر منها ،
لأنهم هناك يبيدوا بالجملة جنسه بالرصاص .
يالروعة إخلاص هذا الكائن ،
يمل الوقوف طويلا فيقعي عند قدمي
ويصوب إذناه وعيناه نحوي بفم مفغور
كأنه يريد أن يبوح بشيء
ولكن ماذا يمكن للكلب أن يفعل في ساعات الوحدة ؟
أظنه يخمن بماذا أفكر
ولكن حتى للكلاب هناك حدا للصبر .

صادق البصري /بغداد