انقطعت عن التدوين لعشرة أيام قررت خلالها ألا أشهد أيا من البرامج الحوارية فى التلفاز , وألا أدخل فى نقاش مع الصحاب فى الأمور السياسية , وإن فرض على الحوار فلأتحدث بأسلوب ساخر لأن الأمور وصلت فى مصر إلى حدود العبث , وتعدت حاجز المساخر , وأن الأوفق للحفاظ على ماتبقى من هدوء النفس , وأمن الروح يستدعى هذه الحالة السلبية , خاصة إذا كان الحديث أو النقاش لن يثمر شيئا ولن يجدى فتيلا , ولن يصلح معوجا أو يصحح من اتجاه وطن سلمه حكامه الجدد إلى طريق مملوء بالحفر والمطبات , طريق الغيبوبة وهستيريا الكلام وهوس إدعاء امتلاك الحقيقة المطلقة . منذ أيام فرض على أن أجلس جلسة مع بعض الأصدقاء والأقارب , وبالطبع تطرق الحديث إلى أمور السياسة , وبسخرية قلت لقريبى الذى انضم حديثا إلى جماعة الإخوان , قلت هنيئا لكم امتلاك مصر وصيا غة دستورها الإسلامى يا أصحاب السمع والطاعة , وتحمس قريبى الشاب قائلا - يا عمى ليس هناك سمع أو طاعة إلا بالإقتناع , وإننى أقسم لك أنه فى حالة طرح الإخوان لمرشح للرئاسة فسوف أنسحب من تنظيمهم أنا وبعض الأصدقاء . وفى اليوم التالى لترشيح خيرت الشاطر قابلت قريبى هذا وذكرته بقسمه , فأجاب ضاحكا -لقد تلقينا الفتوى بأن ما حدث إجراء صائب , وأن من حق الجماعة أن تنافس على مقعد الرئاسة , وأيده فى ذلك الجالسون من أصدقائه , بالطبع آثرت عدم الدخول فى نقاش لن أستفيد منه إلا وجع الدماغ , فالفتوى التى وصلت لقواعد الجماعة مشفوعة بالأدلة والبراهين التى لا تخرج عن نصوص الدين التى يجيدون تأويلها والتى مكنهم العسكر السابقون واللاحقون من عقول الشعب ليكون مهيأ لاستقبالها والاقتناع بمضموتها لأنها صدرت عن الذين يعرفون وحدهم أمور الدين وتأويل نصوصه , حتى وإن خلفوا وعودهم وتنكروا لعهودهم لأنهم فوق النقد أو الاتهام و وأن الفتوى الصادرة منهم هى الدين الخالص الذى سيخلص الوطن من معضلات حياته !
التعليقات (0)