المعراج الرابع : "والصادقين والصادقات "
أولا:يقول الإمام ابن كثير رحمه الله :(وهذا فى القول) يعنى أن الصدق فى الكلام وهذا بعض نواحى الصدق .فالصدق يشمل القول والفعل جميعا فالإيمان هو (التصديق ) بالقلب هذا من ناحية العقيدة
ومن الناحية العملية فقد روى أن صحابية قالت لابنها :(تعال أعطك ) فقال لها النبى صلى الله عليه وسلم :"وما تعطيه "
قالت :(تمرة ) قال:"أما إنك لو لم تعطيه لكتبت عليك كذبة "
ثانيا :الصدق يعنى الإيمان وعكسه الكذب وهو أول علامات النفاق لقوله صلى الله عليه وسلم :"أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها :إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذاعاهد غدر وإذا خاصم فجر "
ثالثا :الصدق يلخص حياة المؤمن الحق فى كل حالاته فهو صادق مع ربه فى الثبات على عقيدته .صادق مع نفسه فهو مؤمن عن قناعة ذاتية مطلقة "لاإكراه فى الدين " وصادق مع الناس فهو لا يغش ولا يخدع ولا يكذب لأنه واضح فى مبادئه واضح فى سلوكه ومن يتجاوز هذا الصدق فإسلامه مزعوم فيه دخًل مشين
رابعا :كل مظاهر الاختلال التى نراها ونشكو منها يحملها البعض -ظلما -على الإسلام .والحق أن المسئولية تلحق من
يتعدى حدود المبدأ أما المبدأ فهو منها براء "ومن يتعد حدود
الله فأولئك هم الظالمون ".
خامسا :الصوم له علاقة وثيقة بالصدق لأن الصوم (دعوى الصائم أنه ممتنع عن الطعام والشراب والشهوة ) وهذه الدعوى لا دليل عليها لجوازممارسة المفطرات سرا والذى يضمن هذه الدعوى هو الصدق فقط مع الله .
سادسا :إذا صدق قلب الصائم فلابد أن تصدق جوارحه فيصوم لسانه وعينه ويده ورجله بل وفكره عن الأذى والشروإلا كانت دعوى الصيام كاذبة .
سابعا:صدق الصائم يسرى فى كل الأوقات فهو صادق فى الليل والنهاربل فى رمضان وغيررمضان فالصيام مدرسة كبرى يتعلم
فيها الإنسان كيف يعيد تربية نفسه وفق قواعد هذا الدين التى تحكمه فى كل وقت وعلى كل حال .
ثامنا :للصوم صلة وثيقة بأركان الإسلام والإيمان فهو باعتباره عملا قلبيا يقوم على اليقين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وهو باعتباره سلوكا ظاهراشهادة عملية بأنه لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله والصوم كذلك صلاة الروح بطاعتها الخفية
وصلاة الجسد بامتناعه عن المفطرات وهو أيضا نوع من أنواع الزكاة بما فيه من تطهير .وهو كذلك حج النفس بتركها بعض مظاهر الحياة كالأكل والشرب والنكاح مثلما يترك المحرم الثياب والطيب والنكاح .
التعليقات (0)