ا لشيطان يعظ
الشيطان لا يذهب الى صالات القمار و البارات و بيوت المتعة الحرام .
فالناس هناك ليسوا بحاجة الى دعمه ومجهوده ومؤازرته.
وهو لا يزورهم الا نادرا وعلى فترات متباعدة , كى يصب الزيت فوق النار مثلا كى يؤجج خلافا قائما .أو لكى يطور آداء خليفتة الشيطان الآدمى , أو يطمئن عليه انه يسير على درب الفساد .
واحيانا يذهب الى هناك كى يثنى على آداء شياطين الانس ويعطيهم شهادات التقدير .
وفى بعض الاحيان يذهب الى هناك كى يتعلم منهم حيلهم والاعيبهم التى فاقت فى بعضها قدرات وامكانات شياطين الجن حسبما افاد اخر تقرير .
الشيطان يقعد ويتربص باصحاب الطاعات كى يفتنهم ويصرفهم عن العبادة .
وهو ممنهج ومرتب - وعقلانى - وله فى ذلك عدة طرق .
يركز فى البداية على دعوة البشر لارتكاب المعاصى . ويزين السبل . ويضع الحجج و المبررات , بل اذا لامتك نفسك فهو يتطوع لتقديم الأعذار ويتلمسها ويساعدك فى التبرير و الاسقاط .
قليلون هم زبائنه فى هذه المرحلة تبعا لجزء من الخطة الشاملة لاغواء كل البشر .
( فبعزتك لأقعدن لهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين )
يتعامل مع البشر كما مجموعة الفلاتر المركبة خلف بعضها .او كالغربال متعدد المراحل . من يفلت من الفتحات الواسعة . ينتظره غربال بفتحات أضيق فأضيق . ولن يفلت الا من رحم ربى وهم قليل .
اذا فشل فى اغوائك لارتكاب المعصية ,
فانه يطور آداءه ما دمت لم تقع بسهولة وسرعة فأنت تحتاج مجهود مضاعف , ولذا يبدأ فى صرفك عن الطاعة .
فاذا كان لم يرتكب المعصية فلا بأس - يحدث الشيطان نفسه - فلنصرفه عن الطاعة اذا , فاذا ما اعتاد عليها فهو الى المعصية قادم . فكأن الانصراف عن الطاعة هو تمهيدى الماجستير , ولن يحق لك دخول ماجستير المعصية الا بعد الانصراف عن الطاعة .
و المصروف عن الطاعة اسهل فى الوقوع فى المعصية ممن وقع فيها بسرعة . لأن الأول ( من وقع فى المعصية بسرعة ) قد يثب الى رشده سريعا ( كما وقع سريعا ) , وعند أول منعطف حياتى .
او قد يهرب من المعصية الى الطاعة تحت وطأة تأنيب الضمير .
اما من ترك عز الطاعة الى ذل المعصية فالى اين سيهرب ؟ لم يعد امامه سوى مزيد من المعصية , ويصبح فى النهاية شيطانا انسيا تتلمذ شياطين الجن على يديه .
واذا لم تفلح هذه المرحلة ,
فانه يطور الهجوم ويعدل ( التكتيك ) ,
فاذا لم يقدر ان يصرفك عن الطاعة – فلا بأس – ان يشكك فى الطاعات .
وهذه المرحلة هى اصعب المراحل ,
حيث تستلزم شيطانا مثقفا مطلعا , لديه ( لاب يوب ) حديث لا يفارقه , مسجل عليه كل الطاعات والعبادات , ومسجل عليه بيانات كل البشر , ونقاط القوة ونقاط الضعف , وكيفية النفاذ الى قلب المؤمن – آسف – الى عقله , فهو كما قلنا شيطان عقلانى .
وهو لا يعترف بالعواطف ولا بالروح ولا بالقلب ولا الايمان – فما بالك لو كان قلبا عامرا بالايمان - .( ده يبقى 21 أو بلغته double case) .
وهويدخل لك من باب لماذا فرض الله هذه ؟ ولماذا حرم هذه ؟
وماذا يضير لو فعلت كذا ؟ ان العازل الطبى ووسائل منع الحمل منعت اختلاط الانساب الذى تزعمون , والمطهرات والطب الحديث منعت انتقال الامراض الذى تخشون .
انظر الى محاورة الشيطان حول ( لماذا حرم الله الزنا ) على الرابط : لا جنة من غير وسوسة شيطان .
وهو يفلسف لك كل شىء , ويفنده , وكل سؤال يعن لك فعنده الف اجابة , فهو شيطان مثقف ومطلع .
ولكى يشكك اكثر فى الطاعات فهو مجادل متمرس وعنيد ومبرمج .
ومن ضمن اسلحته فى التشكيك فى الطاعات ان يتهكم على العبادات .
ويتعمد الخلط بين العبادات والمعاملات , ويتعمد ابراز فكرة ان الغرب متفوق لأنه ترك الدين بجوار الجدار , ونحن العربان متخلفون لأن الدين يلازمنا .
بل ويشكك فى الجنة والنار والبعث والحساب .
ويستمرأ الكفر – والعياذ بالله – ويجادلك فى ماهية الله عز وجل ويحاول ان يقنعك بأنه ليس موجود .
من نعمة الايمان علينا أننا نجد من نلجأ اليه وقت الشدة فنقول : ياالله .
ومن نشكره فى وقت الرخاء , فنقول : ياالله .
ان الشيطان عندما طالع مقالى وانا أدونه وبدلا من ان يجهد نفسه فى مجادلتى اراد أن ينسف الفكرة من الأساس ولذا قال لى : وما هو دليلك على أنه يوجد فى الأصل ما تزعمون وتسمونه شيطان ؟
وهذه هى طريقة شياطين البنى آدمين , يقول لك : لا أريد دليلا من القرآن , فهذا القرآن أنت فقط من يؤمن به .
عود على بدء :
الشيطان يدفعك للمعصية , أو يصرفك عن الطاعات , أو يشكك فى العبادات .
ويخلط عامدا بين العبادات وبعض السلوكيات . ويعمم الأحكام المسيئة , ويتصيد سلوكيات البعض ليصمها بسلوك الكل , ويضع النتائج مسبقا ويفبرك لها المقدمات .
نسأل الله عز وجل ان يثبتنا على الايمان وان يديم علينا ويحفظ لنا عز الطاعة , وألا يدع للشيطان دخلا بيننا .
eg_eisa@yahoo.com
التعليقات (0)