كل أنواع الفوضى و كل الجرائم مهما كانت بشاعتها نستطيع إيجاد تبريرات لها ، فالزاني الفاسد يستطيع أن يبرر عمله "بزواج المتعة" و الإرهاب الذي يمارسه السلفيون يبرر بأنه قتال في سبيل الله و محاربة لأعداء الله .. و ممارسة الاغتصاب في حق الزوجة يمكن تبريره بحديث : "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد غير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها .".و الخنوع للاستبداد و الظلم و عدم الثورة على حكامنا المجرمين يبرره الغنوشي و السلفيون عموما بـ"حاكم غشوم خير من فتنة تدوم " و كل أنواع الجرائم و الشذوذ يجد لها السلفيون من أهل السنة و المذاهب الفقهية المتعددة مبررات دينية يستمدونها من كتبهم المقدسة التي لا تحصى عددا ، ككتب البخاري ومسلم الذين تحدوا نهي الرسول عليه السلام و قراره بإحراق كل ما دونه صحابته من مروياته و أحاديثه النبوية التي كانت تستمد شرعيتها في زمنه استبصارها ببصائر القرآن المجيد الأزلي الصالح لكل زمان و مكان بخلاف ما يصدر عن البشر من أقوال و قرارات تكون مستجيبة لما يعترضهم من مشكلات حياتية معيشية آنية ... مع العلم أن كل معتقداتهم هي معتقدات مخالفة تماما للقرآن ، تتماهى مع معتقدات أهل الكتب السابقة و تتلخص في كلمة قالها أهل الكتاب من قبل :(بسم الله الرحمن الرحيم ، يقول الله تعالى : { وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } [الأعراف : 138]
فالسلفيون عموما مهما تعددت أربابهم لا يؤمنون بغير المجسمات و يكفرون بالغيب الذي هو عماد عقيدة المؤمنين الموحدين .، فهم مثلا لا يؤمنون برسالة الرسول محمد عليه السلام المتمثلة في القرآن و يؤمنون بكل المرويات عن النبي صلى الله عليه وسلم التي جمعها البخاري بعد وفاة النبي المختار بحوالي 3 قرون كاملة مستجيبا لمطمح الكفار و المنافقين و المشركين الذين كانوا قد قالوا للرسول المبعوث لهم بالقرآن المعجز :( ( وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ( 15 ) قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون ( 16 ) )=
يخبر تعالى عن تعنت الكفار من مشركي قريش الجاحدين الحق المعرضين عنه ، أنهم إذا قرأ عليهم الرسول كتاب الله وحججه الواضحة قالوا له : ( ائت بقرآن غير هذا ) أي : رد هذا وجئنا بغيره من نمط آخر ، أو بدله إلى وضع آخر ، قال الله لنبيه ، صلوات الله وسلامه عليه ، ( قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي ) أي : ليس هذا إلي ، إنما أنا عبد مأمور ، ورسول مبلغ عن الله ، ( إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم )
و قد هدد الله نبيه قائلا في حالة استجابته لمطالب أهل الشقاق و النفاق من الكفار و المنافقين و المشركين ، أو حتى الركون إليهم شيئا قليلا : و لو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين .....)
التعليقات (0)