مواضيع اليوم

الزعيم

مجدي المصري

2010-08-31 17:56:03

0

الزعيم ..


بالبحث عن معني هذه الكلمه في المعاجم اللغويه وجد الأتي :-
زعم يزعم زعما "ظن" قال قولا حقا أو باطلا وأكثر ما يستعمل الزعم فيما كان باطلا أو فيه إرتياب ...
زعم يزعم زعما وزعامه "بالشيئ" أي كفل به فهو به زعيم أي كفيل …
زعم يزعم زعامه "الرجل" أي ساد علي قومه أي تأْمر عليهم فهو زعيمهم …
ومما سبق نري أن الزعماء هم فئه من البشر تولو زمام البلاد والعباد ربما في فترات المعاناه من الظلم أو القهر أو الفقر .. أو ربما في غفله من الزمن وسار الناس خلفهم مسلمين لهم القياد ظانين أن لديهم الحلول السحريه لكل مشاكلهم وبمجرد اعتلائهم سده الحكم تنكشف القناعات الزائفه لديهم عندما يكتشفون هم أن حجمهم أصغر بكثير من حجم الكرسي الذي يستوون عليه …


وهنا تبدأ الخطوات الفعليه للزعامه حيث يجد الزعيم نفسه في بعض الأحيان أجهل من الدابه في تصريف أمور دولته فيلتف حوله "بطانه الحكم" ويبدأ في اتخاذ مستشارين منهم له ذوي خبره وحنكه هؤلاء المستشارين بكل سهوله يكتشفون ضحاله وجهل وعدم مقدره الزعيم علي شيئ فيبدءون هم في تصريف أمور البلاد والعباد من وراء ستار وهم يعلمون جيدا أن حياتهم وبقائهم مرهون بحياه وبقاء الزعيم …


من هؤلاء من يعدون له الخطب العرماء وبعد القائها يتحاكوا بالهام الزعيم الذي ألهمه هذه الخطب التي سيتوقف عندها التاريخ كثيرا في المستقبل وأيضا يجهزون له "الهتيفه" الذين يهتفون بحياته كلما أرغد وأزبد ..


وهم أيضا الذين يعدون له القرارات فقط ليضع توقيعه عليها وهم أيضا الذين يعدون البيانات والسياسات العامه للبلد ..


وفي نفس الوقت هم من يزورون في نتائج الانتخابات إن أجريت ويظهروا للزعيم أن الشعب بكامله يسير ورائه وأن هذا الشعب يوكل ويفوض الزعيم في كل شيئ وأي شيئ ..
وهم الذين يبطشون بمن يكتشف غباء الزعيم أو يفضح تصرفاته البلهاء ..


وهم من ينقل للزعيم تقارير ورديه لأحوال البلاد والعباد وأن الشعب كله يرفل في خيرات الزعيم ..
وهم من ينقل للزعيم أنه تم اكتشاف مؤامرات تحاك ضده من المعارضين أعداء الزعيم والدين بل ويمعنوا في أعمال التعذيب والتنكيل لكل من يعارض الزعيم ويسحقوا أي صوت يرتفع قليلا ..


وهم الذين يفرضون ستارا حديديا حول الزعيم لكي لا تصل اليه أصوات الشعب الذي يئن من جبروتهم وأيضا حتي لا يشعر الزعيم بما يصنعونه من وراء ظهره وهم من يتولون فعليا قياد البلاد والعباد والزعيم لا يعدوا كونه واجهه لهم .. مجرد ستار يتخفون وراءه ..


وكلما طالت فتره حكم الزعيم كلما طاب لهم العيش فالزعيم الملهم كلما طال به الزمن كلما إستفحلت حالته المرضيه وزادت الهلاوس والوساوس والأمراض النفسيه بحيث يصعب علاجها فيأتي بأفعال يخجل من فعلها الصغار أما هم فيشجعونه علي المزيد حتي يجد لنفسه سلوي ومتلهي وهم يمرحون فوق رقاب العباد والمهم أنه في لمح البصر يتم إحضار "الهتيفه" أو الرعاع أو حتي إستئجار أناس يخطب فيهم الزعيم وتظهر جليا للناس جميعا مكنونات هذا الزعيم كلما عن لهم الحلم ..


وأخيرا .. كم من زعماء قادوا بلدانهم وأوطانهم الي مسالك التقدم والرقي وأوصلوا شعوبهم الي رفاهيه تحسدهم عليها شعوب أخر وكم من زعماء قادوا بلدانهم وأوطانهم الي هاويه سحيقه من الجهل والتخلف عن الركب الحضاري وبددوا ثروات شعوبهم في نزوات وشطحات ونطحات ..
فهل الأقدار هي من نلقي عليها باللائمه أم أن الشعوب هي من تصنع من الغباء قياده ومن التخلف زعامه ..؟
مجدي المصري




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات