الدولة الديمقراطية التي يطالب بها الفرقاء في تونس هي السبب المباشر في استشراء الإرهاب ..؟
تقوم الدولة الديمقراطية في أساسها على أعضاء منتخبين يؤسسون لدستور وضعي و على أساس ذلك الدستور الوضعي يؤسسون لقوانين نافذة تنتظم بها شؤون كافة مؤسسات الدولة أو المؤسسات الخاصة ، و من جملة تلك المؤسسات نجد في الدول الإسلامية وزارة الشؤون الدينية و مؤسسة الإفتاء ، و مؤسسة الإفتاء مثلا يتولاها مفتي ينتمي لمذهب من المذاهب الإسلامية المتعددة و المختلفة في شتى القضايا الحياتية التي تهم المواطن ، ما يعني جوهريا أن بشرا سمح لنفسه أن يتولى مقام الرب في الديار الإسلامية ، يتدخل في سائر شؤون حياة المواطن و تقوم السلطة التنفيذية بفرض وجهة نظر المفتي على سائر جموع المواطنين ، و نظرا لنسبية رأي المفتي فستجد حتما من يخالفه الرأي و المذهب
و التوجه ، ما يملأ قلوب المختلفين مع جناب المفتي حقدا و كراهية لأنهم يحسون في قرارة أنفسهم أن جناب المفتي لم يعبر عن توجهاتهم و قناعاتهم ، ما يجعلهم يفكرون في معاداة التوجه العام لاختيارات السلطة الحاكمة ، و ما دامت موازين القوى مختلة بينهما تلجأ الفئة المفتقدة للسلطة التنفيذية للإرهاب قصد تعديل موازين القوى و هكذا تتسبب منطلقات الدولة الديمقراطية في نشوء الإرهاب بمختلف تلويناته ..
و لذلك كان هم كل الرسل عليهم السلام ، هو دعوة أقوامهم لوحدة الرب و وحدة المشرع ، في مرحلة أولى ، تنبثق عنها كافة القوانين الوضعية المنظمة لحياة أتباع الرسل بناء على المسلمات الكلية التي آمنوا بها جميعا ، و التي كلفوا بالتشاور حولها ، أي التشاور حول الأوامر الكلية المنزلة من لدن المشرع الواحد و الرب الواحد لتنزيلها في واقع حياتهم على أحسن الوجوه الممكنة ، و هذا ما يفرق بين الدولة الإسلامية و بين غيرها من الدول العلمانية التي لا تؤمن بوحدانية الرب و وحدانية المشرع ، فالغرب مثله مثل أسلافه الذين لعنهم الله
و لعنتهم رسلهم بسبب كونهم :
( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون ( 31 ) سورة التوبة .
**********
و المسلمون قد لعنوا و لعنهم الرسول محمد عليه السلام لأنهم هجروا دستورهم الأوحد واتخذوا من رجال دينهم و فقهائهم و نبيهم أربابا لهم من دون الله قال تعالى على لسان رسوله الكريم :
( وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ( 30 ) وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا ( 31 ) ) سورة الفرقان /
التعليقات (0)