الحوار الهادف ...مابين العقلانيه والمصداقيه..والعاطفه العمياء

القضية السياسية النابضة هي التي تنبض بتفاعل شعبي عند كل حدث، ولا ينحصر التفاعل على تأييد فقط أو معارضة، بل تتوسع بطرح المواقف الفكرية والسلوكية للقضايا السياسية المتعارضة لبعضها بعضاً. فيرى هنا مؤيد وهناك معارض، ولاسف الشديد قد ينبع التايد والمعارضه انطلاقا من العاطفه ,وقد تعود جذور التايد او المعارضه الى النفاق السياسي او ربما الى الخوف من الحقيقه التي تزعج الكثيرين وكل هذه العوامل تندرج باعتقادي تحت باب العاطفه وتغيب ثقافه الوعي والمنطق والعقل فنصبح فريسه لهذه العاطفه الهوجاء التي تعمي القلوب عن الحقائق الواقعيه , فكما قال احد الحكماء حين تدخل العواطف من الباب ، يفر العقل من النوافذ

فلا شك ان المجتمع العربي بطبيعته هو مجتمع عاطفي تاخده العاطفه والحميه في آن واحد ومن هنا يصبح دفاعه وتايده لقضيه ما نابعا عن العاطفه لا عن العقل او المنطق فتجده يدافع عن الباطل وينكر الحق وهذه الثقافه يجب ان نجتثها من جذورها يجب ان نقصي هذه العاطفه من قاموسنا وان نغلب ثقافه الوعي والعقل والمنطق والضمير الحي والايمان بمعاناه شعوبنا فالتغير لا يمكن له ان يحدث بالعاطفه ولن نلحق بركب الامم المتقدمه التي تخلفنا عنها بالعاطفه

,في كل مجتمع يوجد فساد ويوجد مفسدين ويوجد ظلم واستبداد فليس هناك مجتمع على وجه هذه البسيطه يخلو من الفساد والا تجسد واقع هذا المجتمع الى مجتمع افلاطوني ولكن في المجتمعات المتحضره توضع النقاط على الحروف بعيدا عن النفاق السياسي والعاطفه والمحسوبيه والدفاع عن الباطل ,ولا تخجل تلك المجتمعات من استدعاء المحللين والخبراء المختصين لكشف الفساد وتحقيق بموضوعيه وشفافيه , حتى الجمهور لا ياخد هذه القضايا ويحللها بمنطق العاطفه بل يحللها بمنطق عقلاني شفاف ,

وهناك مشاكل عصيبه تمر بها منطقتنا العربيه لن تحل هذه المشاكل ولن نجتازها الا اذا توقفنا عليها وحللناها بمنطق عقلاني بعيدا عن العنصريه القطريه (بضم القاف )لان عمليه التغير الجذريه لن تنجح الا اذا اقصينا هذا الانحياز العنصري العاطفي ,يجب ان نكون موضوعين ونعترف باخطائنا لكي نجتاز تلك الاخطاء ومرواغ وكاذب من ينكر ان هناك دوله اقليميه او دوليه تخلو من الفساد وان قلت درجته من قطر لاخر والوقوف على قضايا الفساد والظلم الاجتماعي لا يعني التحريض فهناك الكثيرين من اصحاب العقول السطحيه يعتقدون ان الوقوف على مثل هذه القضايا وكشف ملفاتها على طاوله النقاش يعتبر تحريضا او مؤامره وهذا غير صحيح مطلقا نصره المظلوم او كشف الفساد لا يعني التحريض فانا كمواطن عربي من واجبي كشف هذا الفساد ومواجهته وليس التنكر والدفاع عنه