الحاجة ام محمد تضيفني قرصا من الجبنة الطرية المحلاة ....
تعتمد بعض الاسر في قريتي ياصيد على الثروة الحيوانية ...,,,وتواجدت الابقار والاغنام والماعز ...تسرح فوق تلالها ,وسهولها وجبالها الوعرة ..ترعى من العشب الاخضر مع بداية الربيع وتاكل القش اليابس وبواقي الحصاد حتى بداية شتاء جديد ,,,وفي الغالب اصبحت الاغنام والابقار تربى في البيوت وطعامها القش والتبن والشعير والاعلاف ...ولان الاراضي الزراعية في الغالب اصبحت اراضي مغروسة بالزيتون والاشجار المثمرة ,, ازدادت تربية الحيوانات في البيوت واصبح خروجها نادرا خاصة في فصل الشتاء ...
وتربى الحيوانات للاستفادة من لحومها او البانها ...والبانها اما ان تصبح لبن رائب او تشرب طازجة بعد غليها او يصنع منها الجبنة البلدية ...
الحاجة ام محمد زوجة المرحوم الحاج كامل حسين مشاقي من قريتي ياصيد التي تجاوز عمرها 82 ربيعا تعيش مع ابنائها وبناتها وزوجات ابنائها في بيت عامر بالمحبة والحنان وعبق التراث الفلسطيني ....!!ورغم عمرها الذي ارجو الله ان يمد به ، وتناولها للدواء لامراض المت بها ،الا انها تشترك وتشرف بنفسها على عملية حلب البقرة اوالاغنام ...
حيث تضيف الحاجة ام محمد الى الحليب الدافيء اقراص من "الديرة " او نقاط من سائل يشترى من الصيدليات او مادة تستحضر من امعاء الخراف الرضع ,,,تضاف هذه الماده ويحرك الحليب في اناء كبير ويلف بالصوف او القماش وبعد ساعة نستخرجه وقد تصلب بحيث يقطع بصحن او كاس خاص ,,,
الحاجة ام محمد رحبت بطلبي منها لتستضيفني وتشرح لكم عمليا ونصور خطوات التجبين او صنع الجبنة حيث يفصل الحليب المتخثر عن الماء السائل المخضر لونه او ما يسمى الميص ،حيث لايستفاد منه ,,بعدة خطوات
بدأت الحاجة ام محمد بعد ان احضرت سدرأ كبيرأ ولوحا من الخشب وصحنا ومقعدأ خاصا لها وقطعا من القماش الابيض النظيف ابعادها 30سم 30 سم وبدأت ام محمد تستخرج الحليب المتصلب بصحن وتضعه فوق قطعة القماش وعلى السدر الكبير حتى انتهت ......
ثم اخذت الحاجة ام محمد تصر قطعة القماش وبلفة بسيطه وتترك الميص ليخرج تدريجيا ،واعادت ام محمد العملية بحركات روتينية عدة مرات حتى اخذت قطعة القماش والخثارة الصلبه داخلها تاخذ شكلا معينا .. اقرب الى الصلابه .
ثم قامت الحاجة ام محمد برص القطع القماشية فوفق لوح من الخشب او المربص واحضرت قطعة اخرى واثقالا من الطوب او الحجاره لياخذ قرص الجبنه شكله النهائي 10سم 10سم3سم حيث تستغرق هذه العملية من 40-60 دقيقة ...تفعل ام محمد ذلك والاطفال احفادها يلتفون يلعبون حولها وهي فرحة بهم كما هي مرحبة بوجودي مع اولادها التقط الصور وتحكي لي ماذا يحدث وكم مضى عليها من العقود وهي تفعل ذلك وكيف ان اهل القرية ينتظرون على الدور اجبانها لتبيعها لهم ...وتصدر منتجاتها غالبا الى القرى المجاوره او المدينه .....
ثم تاتِ الخطوة النهائية حيث تزال الاثقال وتقشر قطعة الجبنه الصلبه من قماشها وتغمسها ام محمد بالملح وتضعها على السدر النحاسي او المصنوع من الالمنيوم بشكل منتظم وبهذه العملية يخرج المزيد من الماء وتتصلب الجبنه وتكون جاهزة للبيع ...
ولم تنسى الحاجة ام محمد ان تضع قرصا جميلا من الجبنه في صحن جميل وتضيف له السكر وتصر ان تضيفني على هذه الوجبه الغنية والرائعة حيث نسميها "الجبنه الطريه البلدية "مع السكر او العسل ..وتاكل بالملعقه ...او السكين او حتى الشوكه وفي الحقيقة ان طعمها لذيذ ويمكن ترك الجبنه بدون املاح وبعد ان تغلى يعمل منها الكنافه ..وهي حلويات مشهوره في بلادنا ...وغالبا ما نغلي الجبنه وتحفظ اما بالبراد او تغلى وتوضع في مرطبانات زجاجية ...لتاكل وقت الحاجه
هذه هي الحاجة ام محمد حيث بعث لها ولدها الشاعر جميل مشاقي الكنعاني شعرا وشعورا ... وهو المغترب في السعودية ارسل عبر هذه المدونه ومن خلالها قصيدة منها هذه الابيات ...
1 //أُمَّيِ أَبُثُّ مِنَ الوُجْدَانِ أَشْعَارِيِ شَوْقَاً أَتوُقُ إِلىَ الأَحْبَاَبِ وَالدَّارِ
2// أُمِّيِ إِلَيْكِ صَبَاحَ العِيدِ أَجَّجَنِيِ فَيْضُ الشُّعُورِ بِقَلْبِيِ قَبْلَ أَشْعَارِيِ
3// رِضَاَكِ عَنِّيِ إِذاَ مَاَ جَاَءَ يَنْفَعُنِيِ أَحْيَاَ سَعِيدَاً بلاَ ظُلْمٍ وَأَضْرَارِ
4 //فَسَامِحِينِي جَزَاكِ اللَّهُ مَغْفِرَةً وَقَدْ تَأَذَّيْتِ مِنْ زَلاَّتِ فِرْجَاَرِيِ
5// أَنْجُوُ بفَضْلِكِ مِنْ هَمِّيِ وَمِنْ كَمَدِيِ كَيْدُ الحَسوُدِ تَلاَشَىَ بَعْدَ إِنْذَارِ
6// أُمَّاَهُ فيِ العِيدِ كَمْ أَصْبوُ لِقَرْيَتِنَاَ وَكَمْ أَحِنُّ إِلىَ الخِلاَّنِ وَالجَاَرِ
//7 هُنَاَكَ أُمِّيِ وَإِخْوَانِيِ وَأُسْرَتُنَا خَيَالُ ذِكْرَىَ مَضَتْ فِيِ عَهْدِ خِتيِاِرِ
8//وَفَرْحَةُ العِيدِ كَمْ تَحْلوُ بِرُؤْيَتِكُمْ طَاَلَ الغِيَاَبُ فَشَبَّ الوَجْدُ كَالنَّاَرِ
9// مَاذَا يُفِيدُ لَنَاَ غِبُّ اللِّقَاَءِ بِكُمْ فِيِ الصَّيْفِ نَأْتِي لَمَامَاً ضِمْنَ زُوَّارِ
10// هِيِ الحَيَاَةُ وَكَمْ تَقْسوُ بِمُجْمَلِهَاَ وَمَاَ افْتَرَيْتُ إِذاَ مَاَ سُقْتُ أَعْذَارِيِ
11// أَحْيَاَ غَرِيبَاً بِأَرْضِ اللَّهِ أَذْرَعُهَاَ أَسْعَىَ إِلىَ الرِّزْقِ مَشْفوُعَاً بإِصْرَارِ
12// عِشْرُونَ عَامَاً وَعَشْرٌ ثُمَّ ثُلْثُهُمَاَ عَنْ نَاظِرَيْكِ وَقَدْ يَمَّمْتُ أَسْفَارِيِ
13// أُمِّيِ رَجَوْتُ إِلَهَ العَرْشِ يَحْفَظُهَاَ فِيمَاَ أُعِيذُكِ مِنْ رُقْيَاَ وَأَذْكَاَرِ
14// عِصَاَبَةُ الرَّأْسِ وَالمِنْدِيلِ زِينَتُهَاَ حُلْوَ الثِّيَاَبِ وَقَدْ شُدَّتْ بِزُنَّاَرِ
15// دَعَوْتُ رَبِّيِ بِأَنْ يُنْجِيكِ مِنْ مَرَضٍ وَأَنْ يُقِيلَكِ مِنْ حُزْنٍ وَإِعْسَارِ
16// وَأَنْ يُثِيبَكِ فِيِ عَدْنٍ وَرَوْضَتِهَا وَأَنْ يَقِيكِ بِيَوْمِ الحَشْرِ مِنْ نَاَرِ
17// وَأَنْ أَرَاكِ أَمَاَمَ الحَوْضِ هَانِئَةً بِشُرْبَةٍ مِنْ لَدُنْ هَاَدٍ وَمُخْتَاَرِ
التعليقات (0)